تعمل الهيئات المشرفة على إحياء خط السكة الحديدية التاريخي بوشقوف قالمة الخروب، وبناء خط مستقبلي جديد، بالتنسيق مع سلطات ولاية قالمة، على توسيع الاستثمارات المستديمة بهذا المشروع الاقتصادي الهام وتحويله إلى مصدر للثروة ومناصب العمل عندما يدخل الخدمة خلال السنوات القليلة القادمة.
وفي هذا الإطار تقرر بناء محطات قطار ومواقف على امتداد المقطع العابر لنحو 12 بلدية وهي بوشقوف، بني مزلين، جبالة خميسي، بومهرة أحمد، بلخير، قالمة، مجاز عمار، حمام دباغ، بوحمدان، برج صباط، وادي الزناتي وعين رقادة على الحدود مع ولاية قسنطينة، حيث انعقد مجلس تنفيذي برئاسة والي الولاية حورية عقون يوم الخميس لهذا الغرض، حضرته الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكك الحديدية ومختلف الهيئات والمصالح ذات الصلة بالمشروع، لمتابعة مدى التقدم في الدراسة و رفع التحفظات الأولية بحثا عن جدوى إعادة بعث هذا الخط القديم المهمل منذ سنوات طويلة بين قالمة والخروب بولاية قسنطينة على مسافة تقارب 141 كلم.
وحسب الدراسات التقنية لخط السكة المستقبلي قالمة الخروب فإنه من التوقع أن يبلغ حجم الحفريات 23 مليون متر مكعب على طول المسار الذي توجد به 3 منشآت فنية كبرى و 19 جسرا على الطرقات الرئيسية و 29 جسرا للسكة الحديدية ونفقان و 8 محطات و 3 مواقف.
وقدم المشرفون على المشروع عرضا حول الحلول التي تم إدراجها بالمسار كالمنشآت الفنية من جسور وأنفاق لتفادي العوائق الموجودة بالمسار كالبنايات والمنشآت الاقتصادية، ويتوقع القيام بخرجات ميدانية للمسار المقترح وبحث الحلول الممكنة لتحويل شبكات المياه والكهرباء والاتصالات وقنوات الصرف الصحي والحماية من الفيضانات، وتحديد مواقع بناء المحطات والمواقف على طول المسار وخاصة بالمدن الكبرى التي يعول عليها السكان كثيرا لتحريك التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة. ويرتقب بداية مرحلة المعاينة الميدانية في النصف الأول من شهر ديسمبر الجاري، تحت إشراف مكاتب الدراسات ومهندسي الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكك الحديدية «أنسريف» التي تدير مشاريع السكك في الجزائر.
وستكون التحولات الديموغرافية والعمرانية والاقتصادية المستقبلية منطلقا للدراسات الهندسية لخط السكة الحديدية التاريخي قالمة الخروب، الذي توقف مقطع منه عن النشاط خلال ثورة التحرير، في حين بقي مقطع قالمة بوشقوف محافظا على الحد من النشاط قبل أن يتوقف تماما في السنوات الأخيرة بسبب انعدام الجدوى الاقتصادية.
فريد.غ