تمكن أفراد الحماية المدنية لولاية البويرة، بمشاركة عناصر الجيش الوطني الشعبي والدرك الوطني والأمن الوطني، ما بين يومي السبت والأحد، من إنقاذ مجموعة من 49 مغامرا انطلقوا من قسنطينة إلى قمة لالة خديجة في جبال جرجرة في رحلة سياحية، حيث ضلوا طريقهم بسبب الضباب الكثيف والجليد.
ونشرت مديرية الحماية المدنية لولاية البويرة عند الساعة السابعة مساء من يوم السبت أول بيان بخصوص عملية البحث عن أفراد المجموعة التائهين بمنطقة لالة خديجة والتي تنفذها فرقة البحث والإنقاذ في الأماكن الوعرة، حيث نبهت أن التدخل تم عند الساعة الخامسة مساء و35 دقيقة، لتعلن عند الساعة العاشرة مساء و38 دقيقة من اليوم نفسه عن العثور على 48 شخصا في صحة جيدة، من بينهم فرد واحد تم نقله إلى مستشفى البويرة، مؤكدة تواصل البحث عن فرد آخر.
وشارك أفراد الجيش الوطني الشعبي والدرك الوطني والأمن الوطني في عملية البحث عن الشخص المفقود، حيث تواصلت إلى غاية العثور عليه يوم الأحد عند منتصف النهار و38 دقيقة في منطقة بلبارة ببلدية الصهاريج، لتؤكد الحماية المدنية أنه وجد في صحة جيدة. وقد دعمت فرق البحث بولاية البويرة بستة عشر عونا من فرقة البحث والإنقاذ في الأماكن الوعرة و4 كلاب مدربة من الوحدة الوطنية للتدريب والتدخل تابعين لمديريتي الحماية المدنية لولاية تيزي وزو والمدية. وتظهر الصور المرفقة مع بيان مديرية الحماية المدنية صعوبة التضاريس الجبلية التي تميز المنطقة وانحدار مساراتها.
وانطلقت رحلة المغامرين التائهين إلى قمة لالة خديجة من قسنطينة، حيث وجدنا أنها نظمت من قبل المجموعة المسماة "في آي بي ادفنشر قسنطينة"، بعدما أعلنت عنها عبر منصة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بتاريخ 26 نوفمبر الماضي، حيث كان من المرتقب أن تنطلق الرحلة ابتداء من الرابعة والنصف صباحا من علي منجلي وتنطلق مساء عند الرابعة والنصف في رحلة العودة باتجاه قسنطينة. وورد في الإعلان أنها عبارة عن جولة إلى قمة لالة خديجة التي يبلغ ارتفاعها 2308 أمتار، فيما قدر أفراد المجموعة مسافة السير إلى القمة بسبعة كيلومترات ذهابا وإيابا، مع إشارتهم إلى أن الصعوبة مقدرة بدرجة 9/10.
ولفت منظمو الرحلة في إعلانهم إلى ضرورة إحضار غذاء وماء وملابس دافئة، مع انتعال حذاء ملائم للمشي وحقيبة ظهر وبساط للجلوس، لكن بعض العوامل غير المتوقعة قد جعلت مهمة العودة من القمة أمرا صعبا، مثلما أكده لنا عضو من المجموعة كان مشاركا في الرحلة، حيث أوضح لنا أن المجموعة لم تواجه مشاكل خلال الذهاب إلى القمة، فضلا عن أن عائلات ونساء شاركت فيها أيضا.
ولم يتمكن الشخص الأخير الذي تاه من المواصلة فطلب منه البقية التوقف والانتظار في المكان إلى غاية العودة إليه، ليتفاجأ أفراد المجموعة بعد اجتماعهم للإياب بطبقة سميكة من الجليد تشكلت فوق الحجارة والضباب الذي باغتهم عند حوالي الساعة الثالثة مساء، مثلما ذكر محدثنا. ونبه المتحدث بأن المشي فوق الجليد صار مستحيلا خشية الوقوع، ليلتقي المغامرون بمواطنين من سكان المنطقة، حيث أشاروا عليهم بضرورة إحداث حفر في الجليد حتى يتمكنوا من السير فوقه، وهو ما استغرق منهم وقتا إضافيا، مع تأكيد المتحدث على أن المغامرين اتخذوا جميع الإجراءات الوقائية، مثل استعمال الحبال، كما نبه أن عضو المجموعة الذي نقلته مصالح الحماية المدنية إلى المستشفى بعد ذلك، أصيب بنوبة هلع عندما "تحطمت نظاراته من شدة البرد" وقدم له رفاقه الإسعافات في عين المكان.
وذكر المصدر نفسه أن الشخص التائه الذي يبلغ من العمر 55 سنة حاول العودة بمفرده ما جعله يضل الطريق بسبب الضباب وحلول الظلام، في حين كان باقي أفراد المجموعة قد أبلغوا مصالح الحماية المدنية بما يواجهونه من صعوبة منذ البداية، ليجدهم عناصر الحماية المدنية بعد أن تمكنوا من اجتياز مسافة من المسار الذي غطاه الجليد.
وأضاف عضو المجموعة أن عناصر الحماية المدنية والدرك والجيش اعتنوا بهم جيدا وقدموا لهم كافة احتياجاتهم والطعام، خصوصا أن البرد كان شديدا إذ انخفضت درجة الحرارة إلى غاية 4 تحت الصفر، لكن المغامرين ظلوا قلقين على رفيقهم التائه ولم يتمكنوا من النوم إلى أن تم العثور عليه في اليوم الموالي، لافتا إلى أنه تمكن من التواصل مع رفاقه ومصالح الحماية المدنية دون أن يتمكن من تحديد موقعه بدقة بسبب الظلام، و وجد في صحة جيدة. سامي.ح