وقف وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني علي عون، أمس بعنابة، على استرجاع 209 هكتارات من العقار الصناعي بمحيط مركب سيدار الحجار، من مجموع 6 آلاف هكتار استرجعت على المستوى الوطني، تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية لحماية العقار الصناعي وحمايته حسب عون من أطماع مافيا العقار، التي تريد الاستحواذ عليه، لإعادة بيعها بطرق ملتوية دون تنفيذ المشاريع التي استفادوا بموجبها على العقار الموجه للاستثمار.
وقدم عون لدى تفقده مركب سيدار الحجار، توجيهات تتعلق بضرورة تحديد المساحات العقارية غير المستغلة بصفة دقيقة، بغية توجيهها لاستيعاب مشاريع استثمارية صناعية، مؤكدا أن هذه الأصول العقارية تبقى ملكية للدولة، حيث عاين الوزير 3 مواقع معنية بعملية استرجاع وإحصاء العقار غير المستغل داخل وخارج المركب، من بينها 65 هكتارا بمحيط المركب، تتوفر على جميع التوصيلات، منها الكهرباء، الماء والغاز، جاهزة لاستغلال وتوطين أي مشروع، بالإضافة إلى قطعة أرضية تبلغ مساحتها 144 هكتارا، تقع خارج محيط المركب، تحتوي على جميع التوصيلات، كما تضم حاجزا مائيا يستغله المركب لتأمين احتياجاته من المياه.
وأشار وزير الصناعة، إلى أن هذه العقارات ستوجه للاستثمار بهدف خلق الثروة ومناصب عمل وتكثيف قدرات الإنتاج الموجهة للسوق المحلي، تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية.
وذكر الوزير، أن العقارات المسترجعة ستوجه للاستثمارات المُهيكلة ذات الجدوى الاقتصادية، سواء في القطاعين الخاص أو العام ومن شأنها أيضا تحقيق تكامل في مجالات صناعية مختلفة إما في صناعة الحديد أو نشاطات ذات صلة .
ولدى استماع وزير الصناعة لحصيلة نشاط المركب لسنة 2023 وآفاق تطويره سنة 2024، أكد ضرورة ضمان عدم توقف الفرن العالي مرة أخرى، لزيادة قدرات الإنتاج وتطوير سلسلة الإنتاج، بعد أن شهد توقفا دام 3 أشهر لسبب «تافه» حسب، عون، يتعلق بتوفير الفحم الحجري واستيراده من الخارج، حيث طمأنت إدارة المركب بأن الكمية الحالية تكفي لشهر ونصف، بالإضافة إلى قرب دخول باخرة جديدة، تضمن هي الأخرى نشاط الفرن العالي لنحو شهرين إضافيين.
كما حث الوزير، على ضرورة الاقتصاد في استهلاك الفحم الذي أصبح معضلة بالنسبة للمركب، حيث كلفه خلال 2023، استهلاك 55 بالمائة من مداخيله والمقدر إجمالا بـ 60 مليار دينار، مع ارتفاع سعره في السوق العالمية من 240 دولارا إلى 400 دولار للطن، حيث يعمل المركب وفقا لخطة تطوير نشاطه الممتدة من 2024 إلى غاية 2028، على التخلص من التبعية لتشغيل الفرن العالي بالفحم وفي هذا الشأن، تم استعراض الإجراءات المتعلقة باسترجاع عتاد مصنع الحديد لمجمع حداد وإمكانية استغلاله من قبل مركب سيدار الحجار، وفق تقنية الفرن الكهربائي الذي يشتغل بالطاقة الكهربائية ، وهو ما سيسمح بتطوير قدرات
المركب، حيث قدرت تكلفة تنفيذ المخطط الجديد للاستثمار بـ 2.4 مليار دولار، ليصبح المركب يشتغل بالتقنية الكهربائية والفحم، ما يسمح بإنتاج حديد السكك الحديدية وغيرها من المنتجات.
من جهته أكد المدير العام لمجمع سيدار، أن ملف عتاد مركب حداد، يتواجد حاليا على مستوى مجلس مساهمات الدولة، بعد استرجاعه لصالح أملاك الدولة وتقييم وضعية العتاد وحالتها التقنية، حيث يتواجد جزء منه بموقع المصنع ببرحال وجزء بمينائي عنابة وسكيكدة، حيث لم تتم جمركة العتاد بعد .
ودعا الوزير، مسيري المركب، إلى ضرورة استغلال كل القدرات الإنتاجية من أجل مواكبة المشاريع المهيكلة، لاسيما في قطاع الطاقة، مع السهر على تحسين مردودية المركب من ناحية التحكم في تكاليف الإنتاج وتخفيض النفقات وتطوير آلات الإنتاج، ما يسمح بالاقتصاد في استهلاك الطاقة.
وتجدر الإشارة، إلى لقاء وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني، علي عون، بممثلين عن المؤسسة الوطنية لصناعة الأنابيب «آلفا بايب» والاستماع لانشغالاتهم المتعلقة بالوضعية المالية الحرجة التي تعيشها والتي وصلت إلى حد تأخر تسديد الأجور، مطالبين بتوضيحات، حيث وعد الوزير بالتكفل بانشغالاتهم وإيجاد حلول لإنعاش المؤسسة، بعد أن تسبب المسؤولون السابقون المتواجدون قيد التحقيق، في سوء تسيير أدى إلى تحويل أموال المؤسسة لفروع أخرى، حسب تأكيد ممثلي العمال.
حسين دريدح