أكد والي عنابة، عبد القادر جلاوي، أمس، ضرورة مراعاة الجانب العمراني والجمالي في تصميم المدن والمشاريع، حيث قال إنه «لا يوجد مجال للخطأ مستقبلا، فقد أخطأنا كثيرا في تصميم مُدننا»، وأضاف أن الدولة قدمت تسهيلات ومنحت أراض، لكن المشاريع لم تنجز، إذ سيتم استرجاعها لإعادة توزيعها على المستثمرين الحقيقيين، سواء وطنيين أو بالشراكة مع الأجانب.
وكشف والي عنابة، في كلمته، أمس، بمناسبة افتتاح الصالون الدولي للبناء والتهيئة «باتيمكس» بفندق الشيراطون، عن ترقب طرح عقارات صناعية وسياحية مُهيكلة ذات قيمة إستراتيجية لفائدة المستثمرين الوطنيين والأجانب، بنظرة وإجراءات جديدة بعيدة عن البيروقراطية، لتكون متاحة عبر المنصة الوطنية، مشيرا إلى وجود مشاريع سياحية جادة سيتم الكشف عنها قريبا، ستنجز بتصاميم معمارية فريدة، على غرار التي أنجزت في السبعينيات، على شاكلة فندق المنتزه بسرايدي.
وركز الوالي على أهمية الصالون الدولي للبناء في تجسيد توجيهات رئيس الجمهورية، بالانفتاح نحو السوق الإفريقية والدولية في مجال التصدير وهو ما عمل عليه المنظمون في استضافة ممثلي عدة دول، بينهم سفراء كل من السنغال، تنزانيا، زمبابوي، موريتانيا وباكستان.
ويعد هذا الصالون الذي يشارك فيه 80 عارضا، ضمنهم 12 شركة وطنية، حسب والي عنابة، فرصة للفاعلين في قطاع البناء، لإثراء المداخلات والمحاضرات بالتجارب نظريا وتطبيقيا، من قبل المهندسين المعماريين الوطنيين ومقيمين خارج الوطن ومنتجي مواد البناء والمرقيين العقاريين، كما يعد حدثا لالتقاء الفاعلين والتبادل المثمر للتعرف على الاتجاهاتِ الحديثة والتقنيات الجديدة في هذا الميدان وإيجاد روابط، وفقا لجلاوي، بين العُمران والإنسانِ والبيئة، تجسيدا لشعار الطبعة الثالثة الممتدة من 24 إلى 27 جانفي والتي نظمت تحت شعار «ابتكارُ الحلولِ منْ أجلِ معمار مستدام وفعال.»
وأكد الوالي، باعتباره مختصا في مجال العمران ومن بين إطارات قطاعَ البناءِ، أن هذا المجال يعتبر حيويا في التنميةِ الاقتصاديةِ للبلاد وهو وجهها الحضاري ومساهم في خلق الثروة ومناصب الشغل، ويعد القيمة المضافة في تلبية احتياجاتِ المواطنِ من برامج الإسكان والتجهيزات العمومية وهي مجالات حيوية وذات أولوية وطنية هامة حسب المتحدث.
وأشار ذات المصدر، إلى أن تجسيد مختلف المشاريع، يتطلب التغلب على القيود والعقباتِ التي تعترض قطاع البناء، منها المتعلقة بمدى توفر العقارِ والمواردِ المالية ومواجهة التحديات البيئية والتقليل من تأثيرها السلبي في مجالِ البناء، ويتعلق الأمر باستهلاك الطاقة وإدارة النفايات ومواجهة الفيضانات، باعتبار عنابة مدينة منخفضة معرضة لهذه الظاهرة ومن خلال المحاضرات والنقاشات التي ترافق الصالون، يمكن إيجاد الحلول المناسبَةَ الكفيلة بتحقيق الاستدامة للأجيال القادمة.
وأفاد، جلاوي، بأن هذه التظاهرة فرصةً لعقد لقاءات مثمرة تساهم في تحفيزِ التصدير وإيجادِ فرص جديدة في السوق الوطنيةِ والإِفريقية وتعزيز الروابطِ بين الفاعلين في قطاع البناء وتشجيعِ الممارسات الناجحة والمساهمة في تحقيق المشاريع الطموحةِ المستدامة لحياة كريمة. وأشاد المسؤول بجهود القائمين على الصالون، لأنه يوفر منصة مبتكرة لتبادل الرؤى والاكتشافات بين محترفي البناء والعاملينَ فيه، منها توظيف التكنولوجيات الحديثة والأساليب المبتكرة المعروضة، وترسم مستقبل قطاع البناء.
وحسب منظم المعرض، نذير فيلالي، فإن الصالون يهدف لإبراز المنتوج الوطني الذي عرف تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، خاصة بجودته العالية التي ستفتح وتوسع آفاق التصدير، مشيرا إلى أن هذه الطبعة الثالثة ترتقب مشاركة 10 آلاف زائر، بما في ذلك 100 مطور عقاري و400 شركة من قطاع البناء وتسلط الضوء على الاتجاهات الحديثة في العمارة والابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي.
وتتضمن هذه النسخة برنامجا علميا ثريا من محاضرات وندوات وورشات، كما عمل «باتيمكس»، حسب المتحدث، على جذب المستثمرين الأجانب، الذين سيفتحون آفاقا للأعمال التجارية، وسيعرف البرنامج أيضا لقاءات مع سفراء من عدة دول، ما سيتيح الفرصة لمختلف العارضين من أجل إيجاد رؤية للتصدير، بالأخص نحو السوق الإفريقية. حسين دريدح