استفادت بلدية سرايدي بولاية عنابة، من مشروع هام للقضاء وإزالة النقاط السوداء للأمراض المتنقلة عبر المياه، بهدف حماية المنابع الطبيعية التي تشتهر بها المنطقة من الثلوث وكذا منع وصول المياه القذرة والملوثة إلى الشبكة الرئيسية التي تزود المواطنين.
ويتضمن المشروع الذي أطلقته مصالح مديرية الموارد المائية، تجديد الشبكة في عدة نقاط وإنجاز أحواض لاحتباس وجمع المياه الملوثة والقذرة قبل وصولها إلى المنابع الطبيعية ومصادر التزود بالمياه الشروب.
وفي ذات السياق، قامت مصالح بلدية سيرايدي، عدة مرات، بغلق المنابع الواقعة في محيط مركز البلدية، منها منبعا «مُحكيم» و 8 ماي 45 بعد صدور نتائج التحاليل والتي تشير إلى عدم صلاحية مياههما للشرب.
وحسب مصالح بلدية سرايدي، فقد تحرك مكتب الصحة التابع للبلدية، عند تلقي شكاوى من المواطنين، تفيد بظهور تغير على نوعية المياه وكذا تسبب مضاعفات للأشخاص الذين استهلكوا المياه من المنابع.
واستنادا لمصادرنا، فإن عدم صلاحية المياه للشرب، تكون خلال تساقط الأمطار في فصل الخريف، عند اختلاط الأوحال والأتربة التي جرفتها السيول، مع مياه المنبعين، ما يؤدي إلى تغيير التركيبة الطبيعية لهذه المادة الحيوية، خاصة مع الإقبال الكبير لسكان سرايدي على التزود بالمياه الشروب من الينابيع.
وتحصي بلدية سرايدي عشرات الينابيع وهو ما جعلها مقصدا لسكان مدينة عنابة والمناطق المجاورة للتزود بالمياه صيفا، في ظل تقلص عددها بشكل رهيب، بعد أن كانت تتوفر قديما على 178 منبعا، لتصبح اليوم 40 منبعا فقط، مترامية بمحيط بلدية سرايدي مركز وأخرى تتواجد بطريق بوزيزي وعين بربر، من أشهر هذه المنابع (عين سمير، الشفا، بوقال ومُحكيم).
ومن أجل حماية هذه المنابع ومصادر تزود المواطنين بالمياه، أدرجت مديرية الموارد المائية، بلدية سرايدي، ضمن البلديات المعنية بمشاريع القضاء على النقاط السوداء للأمراض المتنقلة عبر المياه، على غرار بلديات، الحجار، سيدي عمار، العلمة، الشرفة، واد العنب، برحال وشطايبي.
وحسب مديرية الموارد المائية، استفاد القطاع مع رفع التجميد عن المشاريع المجمدة، من 50 عملية خاصة بالتطهير، بتخصيص غلاف مالي قدره 300 مليار سنتيم، لإنجاز مشاريع محاربة الأمراض المتنقلة عبر المياه ببلديات الولاية وكذا إعادة الاعتبار والتجديد لمحطات التطهير، بعضها لم تستفد من عمليات الصيانة منذ 1983.
ووفقا للمصدر، فقد كانت الانطلاقة بالمجمع الرئيسي للتطهير وسط مدينة عنابة، الذي تم إنجازه خلال فترة 1970، بقطر 800 ملم على طول 325 مترا، ضمن برنامج استئصال النقاط السوداء للأمراض المتنقلة عبر المياه لوسط المدينة، حيث انتقلت الأشغال إلى مدينة البوني وهي تشارف على الانتهاء وخلال الأيام الأخيرة، انطلقت بسرايدي والبلديات الأخرى.
من جهة أخرى، يجري تقييم العروض بعد فتح الأظرفة الخاصة بمشروع انجاز محطة تصفية المياه المستعملة والقذرة بالمدينة الجديدة ذراع الريش والمناطق المجاورة لها، بعد سنوات من الانتظار، حيث تنطلق الأشغال قريبا مع توفر الدراسة التقنية ومكتب الدراسات الذي سيتابع عملية الإنجاز، حيث ستتربع المحطة على مساحة 10 هكتارات، تم اختيار أرضية إنجازها لتتوسط التجمعات السكنية الخمسة التابعة لدائرة برحال، من أجل جمع المياه القذرة لكل من بلدية برحال مركز، الكاليتوسة، ذراع الريش، واد العنب مركز وكذا التريعات، بهدف التقليل من نسبة الثلوث على مستوى المحمية الطبيعية فزارة، المصنفة عالميا ضمن اتفاقية «رامسار».
حسين دريدح