تعزز مستشفى الحجار بعنابة، بمهبط لمروحيات الإنقاذ، حيث نجحت الطواقم الطبية في إنقاذ عدد من الحالات الحرجة، بعد التحويل الجوي من عرض البحر، على متن المروحيات التابعة للجيش الوطني الشعبي. وجاء إنشاء مهبط الطائرات تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية، بالتكفل بنقل الحالات الحرجة جوا، نحو المستشفيات.
وحسب مديرة المستشفى، مريبوط إلهام، فقد وفرت المؤسسة الصحية قاعدة لهبوط المروحيات التي تنقل الحالات والإصابات المختلفة منها المعقدة، انطلاقا من الوحدات العائمة بالمياه الإقليمية الشرقية، حيث أحصى المستشفى في الفترة الأخيرة، نحو 10 حالات تم استقبالها والتكفل بأصحابها بنجاح على مستوى مصلحة الاستعجالات، منها من خضعت لعمليات جراحية، سواء تعلق الأمر بمواطنين جزائريين أو رعايا أجانب.
كما تمتلك قيادة القوات البحرية، مركزا وطنيا للبحث والإنقاذ والتدخل في الحوادث والمساعدة البحرية، اعتمادا على الإحداثيات المرصودة، لتوجيه الوحدات العائمة والمروحيات وتقديم المساعدات الإنسانية وإنقاذ الأرواح، خاصة وأنها مدعمة بوحدات عائمة في كافة التخصصات، وتتمتع بتقنيات بحث واتصال عالية التقنية والدقة، مع توفر تقديم الإسعافات الأولية في أعالي البحر اعتمادا على مروحيات متخصصة في الإجلاء، وفي السياق، تم إدراج مستشفى الحجار بعنابة ضمن مخطط الإنقاذ، بإنشاء قاعدة للهبوط داخل المصالح الاستشفائية، من أجل التكفل السريع بالحالات ومنها المعقدة.
وحسب إدارة مستشفى الحجار، فإن مصالحه ستتعزز بجهاز سكانير جديد، بدعم من مديرية الصحة، في إطار إنشاء مصلحة للأشعة تجري تهيئتها، لتسمح بتوفير جميع وسائل التشخيص والعلاج، بعد توقف جهاز السكانير القديم.
وحسب رئيس المجلس الطبي بالمستشفى، فقد سُجل نقص في الأطباء الأخصائيين لاسيما في قسم الأشعة الذي يتوفر على أخصائيين اثنين فقط، يعجزان عن ضمان المناوبة ليلا ونهارا، ما يستوجب دعم جميع المصالح بالأطباء الأخصائيين وكذا شبه الطبيين المتخصصين، حيث يتوفر المستشفى على عدد كاف من الممرضين الذين يتم العمل على تكوينهم في التخصصات التي يحتاجها المستشفى للتكيف مع العجز المسجل.
وفي سياق متصل، يُعد مستشفى الحجار رائدا في جراحة العظام حتى لدى الأطفال، حيث نجح، مؤخرا، في استخدام تقنيات حديثة عن طريق طبع قطع ثلاثية الأبعاد، تمكن من ترميم المصابين بكسور على مستوى مواضع حساسة، وسمح استخدام البرمجيات، وفقا لمصدر طبي، ببناء نماذج ثلاثية الأبعاد من قطع المفاصل السكانوغرافية، بعد اختيار مناطق اهتمام العظام، ليتم تصدير هذه البيانات إلى برنامج «التتبع» الذي يسمح بقطع الموضع القابل للطباعة في القالب، بدل استخدام قطع معدنية غير قابلة للتعديل بسهولة.
وحسب مصادرنا، فقد ساهم مستشفى الحجار منذ افتتاحه سنة 2009، في تخفيف الضغط عن المستشفيات الجامعية، لتواجد أغلب التخصصات به، منها إجراء العمليات الجراحية، كما ساهم في التخفيف من أزمة الوباء، حيث كان يوفر أكبر عدد من أسرة الإنعاش لمرضى كوفيد، إلى جانب توفره على الأوكسجين وإمداده من مركب الحجار، ونظرا لاستنفاد صلاحية كامل تجهيزاته، تراجع حجم التكفل به، ما يستدعي دعمه بتجهيزات حديثة وإعادة تهيئة بعض المصالح، إلى جانب دعمه بالكوادر الطبية المتخصصة.
حسين دريدح