ارتفع منسوب المياه بسد عين زادة الواقع ببلدية عين تاغروت شرق ولاية برج بوعريريج، خلال الأيام الأخيرة التي شهدت فيها الولاية تساقطا غزيرا للأمطار، بكمية قدرها 9 ملايين متر مكعب، ما سمح بارتفاع منسوب مياه السد إلى أكثر من 20 مليونا، بعدما استقر لسنوات في حدود العشرة ملايين متر مكعب.
وقد أكد مدير الموارد المائية لولاية برج بوعريريج، عن تلاشي المخاوف من شح المياه، بعدما تدعمت السدود والأنقاب مؤخرا بكميات هامة، نتيجة التساقط المتواصل للأمطار الغزيرة، و تساقط كميات من الثلوج على المرتفعات لاسيما الواقعة منها بالمنطقة الشمالية، ما سمح برفع منسوب المياه بالسدود، أين سجلت زيادة قدرها 9 ملايين متر مكعب، بسد عين الزادة الممون لـ 12 بلدية، بما في ذلك بلدية برج بوعريريج عاصمة الولاية، الأولى من حيث الكثافة السكانية، وبلدية رأس الوادي الثانية، بالإضافة إلى بلديات مقرات الدوائر على غرار عين تاغروت، بئر قاصد علي، الحمادية ومجانة، مشيرا إلى ترقب أن يرتفع منسوب المياه بالسد من جديد، خلال الأسابيع القادمة إلى مستويات مطمئنة، في حال استمرار موجة التساقط بنفس الوتيرة التي شهدتها الولاية خلال الأيام الأخيرة، الأمر الذي ساعد على تدعيم مخزون المياه الجوفية والسطحية، على غرار سد عين زادة، الذي يكفي لتلبية احتياجات الساكنة خلال فصل الصيف، بعدما ارتفع منسوبه إلى أزيد من 20 مليون متر مكعب.
و رغم هذا تبقى نسبة امتلاء السد جد ضئيلة، مقارنة بطاقة الاستيعاب الاجمالية المقدرة بـ 125 مليون متر مكعب، أي بنسبة تقل عن العشرين بالمائة، لكنها تبقى حسب ذات المسؤول مطمئنة مقارنة مع ما كانت عليه خلال السنوات الأربع الاخيرة، أين لم يتجاوز منسوب المياه عتبة 15 مليون متر مكعب وتراجع إلى أقل من 10 ملايين متر مكعب في بعض الفترات، ما أوجد صعوبة في عمليات الضخ و معالجة المياه المختلطة بالطمي .
و زيادة على هذا ستشهد ولاية برج بوعريريج، حسب ذات المسؤول، أريحية في تموين الساكنة بالمياه، لا سيما على مستوى بلديات دائرة المنصورة، التي يتم تموينها انطلاقا من سد تيلسديت بإقليم ولاية البويرة، الذي امتلأ هو الأخر بعد موجة التساقط الأخيرة، و نفس الأمر بالنسبة لسد تيشي حاف الواقع بإقليم ولاية بجاية غير بعيد عن الحدود مع ولاية برج بوعريريج، والذي يمون بلديات دائرة الجعافرة وبلدية ثنية النصر، ما يؤشر على تحقيق أريحية خلال الفترة القادمة وبالأخص في موسم الصيف، بالنظر إلى مخزون المياه الحالي، خلافا للسنوات القليلة الفارطة التي عانت فيها أغلب بلديات الولاية من موجة جفاف غير مسبوقة، انعكست بالسلب على برنامج التوزيع، وخلفت تذبذبا كبيرا، ما أطال مدة انقطاع المياه عن حنفيات السكان لفترات تتراوح بين أسبوع إلى شهر، واستمرت لأزيد من شهر على مستوى بعض البلديات والقرى، على غرار بلديتي برج زمورة وثنية النصر، ما استدعى حينها تدعيم حصص الساكنة بتسجيل مشاريع مستعجلة لحفر الأنقاب .
و قد وضعت كميات الأمطار التي تساقطت بغزارة على مدار الأيام والأسابيع الفارطة، حدا لحالة التخوف من الوقوع في أزمة عطش في عز الشتاء، التي برزت سابقا في ظل تأخر تساقط الأمطار، ما دفع بالسلطات المعنية حينها إلى اطلاق حملات تحسيسية لحث المواطنين على ترشيد استهلاك المياه، فضلا عن إحداث تغييرات على برنامج توزيع المياه، وتمديد مدة انقطاعها عن الحنفيات لفترات تصل إلى أزيد من 48 ساعة ببعض الأحياء السكنية بعاصمة الولاية.
و أكدت مديرية الموارد المائية على تلاشي المخاوف من قضاء فصل صيف عصيب، أو الوقوع في أزمة المياه، وذلك بعد ارتفاع منسوب مياه الآبار و التنقيبات عبر البلديات التي تعتمد على مورد المياه الباطنية لتموين سكانها بهذه المادة الضرورية، بالإضافة إلى تزايد منسوب مياه السدود، ما يكفي لتلبية احتياجات سكان الولاية وتجاوز الأزمة تدريجيا، على أمل أن يتواصل تساقط الأمطار والثلوج خلال الأسابيع القادمة .
ع/بوعبدالله