شرعت، أول أمس، الفرق التقنية المكلفة بإصلاح الخزائن الكهربائية التي تضررت جراء الحريق الذي مس وحدة الأنابيب غير الملحمة، بمركب سيدار الحجار بعنابة، في الخامس مارس الماضي، في عملية التجارب الأولية، بعدما تم وضع عتاد كهربائي آلي جديد وإنهاء سحب كل الكوابل الجديدة التي تمون سلسلة الإنتاج بالوحدة التي مسها التوقف.
وحسب بيان لخلية الاتصال بالمديرية العامة لسيدار الحجار، فقد قامت الفرق التقنية التابعة للمركب، باستبدال 8 خزائن لإدارة التحكم الكهربائي التي تلفت بسبب الحريق الذي شب في الطابق الأرضي على مستوى توصيلات كهربائية عادية في خزانين، بمعدات تدار بواسطة وحدة تحكم قابلة للبرمجة لينتقل إلى شبكة التوصيلات الرئيسية، حيث سمح التدخل السريع بإخماده وعدم الانتقال إلى باقي الورشات بالوحدة.
واستنادا لخلية الاتصال بالمركب، فإن التجارب الأولية بعد عملية التركيب متواصلة، على أن تليها مرحلة ثانية تشمل وضع الآلات الواحدة تلوى الأخرى في الخدمة، إلى غاية المرحلة الأخيرة لدخول وحدة الأنابيب غير الملحمة في عملية الإنتاج مباشرة. وأشار المصدر، إلى أن عملية الإصلاح تسهر عليها كفاءات من داخل المركب دون الاستعانة بشركات خاصة أو أجانب.
وعملت فرق الإصلاح متعددة الاختصاصات، منذ وقوع الحريق، ليلا ونهارا، لإعادة تجديد شبكة الكوابل الكهربائية الأرضية وتركيب الخزائن لتشغيل خطوط الإنتاج. وأكدت إدارة المركب، أنها ملتزمة بالعقود المبرمة مع الشركات الوطنية لتسليم الأنابيب غير الملحمة، منها الصفقة الموقعة مع مجمع سوناطراك، كما أن عملية تسليم الطلبيات متواصلة ولم يؤثر عليها توقف الوحدة، لوجود مواد نصف مصنعة كانت جاهزة لاستكمال صناعة الأنابيب غير الملحمة.
ويعود الحادث، إلى تاريخ 5 مارس الماضي، في حدود الساعة الرابعة مساء، عندما اندلع حريق داخل خزانة كهربائية، لينتشر بسرعة، الأمر الذي أدى بفريق السلامة للوحدة بالتنسيق مع مسؤولي الورشة، إلى اتخاذ الإجراءات الفورية، بقطع كل منابع الطاقة الكهربائية والهيدروليكية والميكانيكية وطلب الدعم الفوري من وحدة مكافحة الحرائق للمركب، بالإضافة إلى جرد كل العمال المتواجدين في ورشة العمل في تلك الفترة والتحقق من عددهم وسلامتهم الجسدية، كون الدخان الكثيف عم جميع أرجاء الوحدة، لتواجد شبكة الكوابل تحت الأرض، حيث كان الانبعاث والانتشار سريعا جدا.
وقد تمكنت فرق الحماية المدنية، من التحكم في الحريق ومنعه من الوصول إلى وحدات الإنتاج، كما تمت عملية الإخماد بمتابعة الرئيس المدير العام للمركب وأفراد الوحدات التقنية للتدخل، ما سمح بحماية جميع المنشآت وعدم تسجيل أضرار كبيرة.
وفي ذات السياق، تتواصل تحقيقات الأجهزة الأمنية في ملابسات الحادث، للكشف عن الأسباب التقنية أو البشرية التي أدت إلى ذلك، خاصة وأن وحدة الأنابيب الملحمة، هي الأولى من حيث حجم الإنتاج وتحقيق المداخيل المعتبرة للمركب ومساهمتها في إحداث التوازن المالي وضمان الأجور وتحسين قدرات التصنيع، على اعتبار أن هناك اتفاقيات مبرمة مع مجمع سوناطراك لتزويده بـ 1000 كلم من الأنابيب غير الملحمة، لنقل الغاز من حجم 6-8-10-12 بوصة، مخصصة لربط آبار حقول الغاز بحاسي الرمل، حيث يمتد العقد إلى غاية سنة 2027.
ومن المقرر أن تبدأ عملية التزويد بالأنابيب ابتداء من مارس القادم وهي صفقة ستساهم في زيادة الطاقة الإنتاجية للغاز الطبيعي في الجزائر وكذا إنعاش مركب الحجار، حيث حققت وحدة الأنابيب قفزة نوعية منذ بداية 2022، بدأت بإبرام عقد مع شركة نفطال، لتزويدها بأزيد من 390 كيلومترا من الأنابيب بمختلف الأحجام، حيث تم تسليم الطلبية.
حسين دريدح