تدعم قطاع الزراعات الإستراتيجية بقالمة بمشروع جديد لإنجاز صوامع عملاقة تتسع لنحو مليون قنطار من القمح و البقول الحافة و الأعلاف، للقضاء على أزمة الجمع و التخزين التي ظلت تعاني منها الولاية سنوات طويلة بسبب ضعف القدرات المحلية التي لم تعد قادرة على استيعاب المحصول عندما تكون المواسم جيدة و يتجاوز حجم الإنتاج 2 مليون قنطار من المحاصيل و في مقدمتها القمح بنوعيه اللبن و الصلب.
و قد تقرر بناء الصوامع الجديدة بالمزرعة النموذجية مخانشة نافع الواقعة ببلدية بومهرة أحمد شرقي قالمة، على مساحة 5 هكتارات وهو موقع إستراتيجي مرتبط بشبكة من الطرقات الرئيسية كالوطني 20و طرقات ولائية ذات أهمية كبيرة بينها الولائي 126 الموازي للوطني 20 على الضفة الشمالية النهر سيبوس.
و قد التقت السلطات الولائية مكتب الدراسات المشرف على إنجاز المخازن الجديدة مشددة على ضرورة التقيد بالآجال المحددة و مرافقة شركة الإنجاز للتغلب على كل عائق قد يعترض هذا المشروع الوطني الذي يكتسي أهمية كبيرة في مجال الأمن الغذائي للبلاد.
و يمكن للصوامع الجديدة تخزين نصف محصول ولاية قالمة من القمح و البقول و الأعلاف في المواسم الجيدة، و يضع حدا لمشاكل التحويل إلى الولايات المجاورة كل موسم زراعي، حيث لا تتجاوز قدرات التخزين الحالية المليون قنطار رغم بناء مراكز تجميع جديدة بعدة بلديات لكن بقدرات ضعيفة لا تستطيع تغطية العجز المسجل منذ سنوات طويلة، حيث تظهر مشاكل الطوابير أمام المخازن المحلية القديمة كل صيف و يتعرض موسم الحصاد إلى إجهاد كبير يدفع ثمنه المزارعون الذين لم يتوقفوا عن المطالبة ببناء المزيد من الصوامع بالأقاليم الزراعية ذات الإنتاج المكثف من القمح و البقول و الأعلاف.
و من جهة أخرى تعمل سلطات قالمة على إنهاء العمل بصوامع مدينة بلخير التي تتسع لنحو 200 ألف قنطار من المحاصيل الزراعية الإستراتيجية وهذا قبل انطلاق موسم الحصاد الذي يبدأ منتصف شهر جوان القادم.
ويعرف هذا المخزن الهام تأخرا كبيرا بسبب مشاكل تقنية و مالية حالت دون إنهائه في الموعد المحدد بعد مغادرة شركة الإنجاز، لكن المشروع اليوم يعرف ديناميكية جديدة و يوشك على الانتهاء حسب تقييم المشرفين عليه.
ومن المقرر أيضا بناء 9 مواقع تخزين جديدة ذات قدرات تخزين إجمالية تتجاوز 450 ألف قنطار بعدة مناطق بينها سهل الجنوب الكبير موطن القمح البليوني الشهير، و تضاف هذه المنشآت المزمع بناؤها إلى 3 مواقع للتجمع دخلت مرحلة الخدمة الصيف الماضي بقدرة 180 ألف قنطار.
وعندما تكتمل كل مشاريع المخازن فإن ولاية قالمة ستحقق الاكتفاء في مجال التخزين و لن تكون في حاجة إلى نظام التحويل المكلف للجهد و الوقت والمال وستختفي طوابير الانتظار التي سببت متاعب كبيرة للمزارعين والمشرفين على شؤون الزراعة المحلية.
فريد.غ
