بدأت معالم نفق بوكموزة شرقي قالمة، على خط السكة المنجمي بلاد الحدبة عنابة، تتشكل في تطور مشجع يعرفه أحد أهم المشاريع الاقتصادية الوطنية، في شطره الممتد على مسافة 54 كلم عبر ولايات قالمة، الطارف وعنابة، حيث نهاية الخط برصيف الميناء التجاري على البحر الأبيض المتوسط.
وقال مهندسون من شركة كوسيدار الوطنية العاملة بالمشروع للنصر، بأن معدات الحفر قد دخلت نفق بوكموزة وأن بوابة النفق بدأت في التشكل وأن فرق العمل بدأت تشق طريقها تحت الأرض بعد إنهاء عمليات التهيئة وتثبيت الأرضية المحيطة بمدخل النفق الممتد على مسافة تقارب الواحد كلم.
ويعمل المهندسون على بناء دعامات خرسانية مسلحة على مدخل النفق، لتأمين معدات الحفر وفرق العمل التي ستتوارى عن الأنظار شيئا فشيئا كلما أحرزت الحفارات الهيدروليكية تقدما محطمة كتل الصخور والرسوبيات الصلبة، التي تكون الطبيعة الجيولوجية للمنطقة.
وبين بوكموزة ونهاية الخط المنجمي على ساحل البحر، نفقان بطول يتجاوز 1600 متر طولي، الأول بمنطقة بوكموزة بولاية قالمة، والثاني بولاية الطارف، وبعد النفق سيشق الخط المنجمي طريقه وسط سهول مستوية إلى خط النهاية.
وتعد الأنفاق من المنشآت الفنية التي تختصر المسافات، وتقضي على المرتفعات والمنحدرات المعيقة، ويعتمد بناؤها على دقة الدراسات التقنية، وخبرة المهندسين ومعدات الحفر المتطورة، وكلما كانت المكونات الجيولوجية صلبة متماسكة، كان التقدم بطيئا لكنه آمن من الانهيارات التي تعد أسوأ ما تتوقعه فرق حفر الأنفاق.
ويستهلك النفق كميات كبيرة من الخرسانة المسلحة، المقاومة للضغط والاهتزازات الناجمة عن حركة القطارات، بالإضافة إلى تجهيزات الإضاءة والمراقبة، وأنظمة التهوية وصرف المياه الجوفية. وتسابق الشركات، العاملة بالشطر الأخير من الخط المنجمي الشرقي، الزمن لإحراز مزيد من التقدم، مستفيدة من الظروف المناخية الملائمة، حيث يعد فصل الصيف فرصة الخروج من المناطق المعرضة للفياضات المعيقة للعمل.
وحسب المشرفين على المشروع، فإن الشطر العابر لولايات قالمة، الطارف وعنابة على مسافة 54 كلم، سيستغرق بناؤه 30 شهرا ويتوقع أن ينتهي في شهر سبتمبر 2026.
فريد.غ