كشف رئيس مصلحة التراث الثقافي بمديرية الثقافة والفنون بولاية ميلة، لزغد شيابة، عن تسجيل ستة معالم تاريخية ومواقع أثرية تعود للفترات القديمة، ضمن قائمة الجرد الإضافي للممتلكات الثقافية للولاية، بغية حمايتها وتثمينها وفقا لقانون حماية التراث الثقافي 04 98 المؤرخ في 15 يونيو 1998.
وأفاد محدثنا، أن الأمر يتعلق بتمثال «ملو»، المتواجد بالمدينة القديمة بميلة داخل محيط المتحف وبالتحديد بالثكنة العسكرية كما يحلو لسكان المنطقة تسميتها، حيث يجسد شخصية غير واضحة المعالم، تم نحتها على كتلة واحدة من الرخام ويعتبر من أكبر التماثيل الرخامية في العالم، إذ اكتشف خلال الحقبة الاستعمارية إثر حفريات أثرية بين سنتي 1879 1880، بالإضافة إلى «أبار أغلاد» ببلدية المشيرة، التي تعود للفترة الرومانية وتتميز بطابع معماري جميل.
كما تم وفق ذات المتحدث، تسجيل الموقع الأثري «عين تامدة»، الواقع ببلدية أحمد راشدي، وهو عبارة عن مجموعة من المواقع الأثرية التي تعود للفترة الرومانية، بالإضافة إلى معلم «كاف تازروت»، الواقع ببلدية عين الملوك ويضم عدة شواهد تاريخية في فترة ما قبل التاريخ والفترة الإسلامية، ناهيك عن موقع «فرضوة» ببلدية سيدي مروان، الذي يضم بنايات قديمة ذات طابع فلاحي تعود للفترة الرومانية وتتوفر على ورشة لصناعة الفخار بالإضافة إلى آثار فرن قديم ومكب للنفايات الفخارية، كما تم إدراج موقع «عين الكبيرة» ببلدية حمالة الذي يعود للفترة الرومانية.
وأضاف ذات المتحدث، أن العملية تدخل في إطار تثمين المواقع الأثرية والمحافظة عليها، والعمل من أجل إدراجها ضمن الممتلكات الثقافية الوطنية وتصنيفها نهائيا، مشيرا إلى أن الملفات حظيت بموافقة اللجنة الولائية الثقافية.
كما أكد رئيس مصلحة التراث الثقافي، بأنه سيتم الشروع في العمل على الإجراءات الإدارية لعرض خمسة مواقع أخرى عبر إقليم الولاية، أمام اللجنة الولائية للممتلكات الثقافية، بهدف تسجيلها ضمن قائمة الجرد الإضافي.
ومن جهة أخرى، تتواصل فعاليات تظاهرة شهر التراث عبر إقليم الولاية تحت شعار «التراث الثقافي وإدارة المخاطر في ظل الأزمات والكوارث الطبيعية»، والتي نظمتها مديرية الثقافة والفنون بالتنسيق مع مديريتي التربية والسياحة والصناعة التقليدية بالإضافة إلى مديرية الحماية المدنية إلى غاية 18 ماي القادم، حسب ما أفاد به محدثنا، قائلا بأن شهر التراث فرصة سانحة لتسليط الضوء على التحديات الراهنة المتعلقة بحماية التراث الثقافي وتثمينه وإعادة الاعتبار له، ناهيك عن التحسيس والتعريف بالرصيد الثقافي بشقيه المادي واللامادي.
وضبط قطاع الثقافة بالولاية، برنامجا نوعيا وثريا يتماشي مع التظاهرة وتجسيدا لتعليمات الوزارة الوصية، حسب ذات المصدر، حيث يتضمن إقامة نشاطات متنوعة بعضها ببهو دار الثقافة والبعض خارجها، لإبراز ما تكتنزه ولاية ميلة من تراث مادي ولامادي، على غرار معارض خاصة باللباس التقليدي والصناعة التقليدية ومعرض الكتب والمخطوطات وصور لمواقع تاريخية للمنطقة منها مسجد أبو مهاجر دينار، قصر الآغا والعين الرومانية وغيرها من المواقع، بالإضافة إلى معارض تخص التراث الذي يتعرض للزلازل والكوارث الطبيعية بالولاية، وإدارة المخاطر، ناهيك عن تقديم العديد من المحاضرات .
كما تضمّن البرنامج، نشاطات جوارية بالمكتبات القطاعية عبر إقليم الولاية ومعارض للتراث ببلديات المشيرة، تاجنانت، أولاد خلوف، ووادي النجاء وذلك بغية التعريف بالتراث الثقافي للمنطقة، بالإضافة إلى تنظيم زيارات ميدانية تحسيسية لتلاميذ المدارس الابتدائية، المتوسط والثانوي، وتقديم مداخلات على مستوى الثانويات والمتوسطات حول التراث الثقافي.
وبالمناسبة، تم مؤخرا، تنظيم مناورة من طرف رجال الحماية المدنية تحاكي وقوع زلزال بالمدينة القديمة وكيفية إدارة أزمة في حالة حدوث كوارث طبيعية. وينتظر أن تختتم تظاهرة شهر التراث، بتنظيم خرجات سياحية للمواقع الأثرية والتاريخية بكل من موقع البعالة، بوتخماتن وقصر الأغا، بالإضافة إلى القطاع المحفوظ بالمدينة القديمة، مع الإعلان عن الفائزين في مسابقة فكرية موجهة لأطفال السنة الخامسة ابتدائي ومسابقة حول التراث الفلسطيني، من خلال الرسومات والموسيقى والخط العربي.
مكي بوغابة