دخل مشروع تثبيت جبل صخري على الطريق الوطني 80 بقالمة، مرحلة متقدمة، بعد بداية صعبة مع واحد من أصعب الطرقات الجبلية بالولاية.
و يخوض المهندسون و العمال المدربون، تحديات كبيرة لتثبيت الصخور على مساحة واسعة لوضع حد لتساقط الصخور و تأمين حركة السير على الوطني 80 الرابط بين ولايتي قالمة و سوق أهراس.
و قد تمكن فريق العمل من وضع شبكة من الأسلاك المعدنية و تثبيتها بقضبان حديدية في عمق الصخور، في انتظار ضخ الخرسانة لتشكيل طبقة متماسكة ستنهي الخطر الذي ظل يلاحق مستعملي الطريق كلما اقتربوا من الجبل الصخري الذي تم شقه منذ عقود طويلة لبناء أحد أصعب الطرقات بالإقليم الشرقي بقالمة. و يعمل الرجال المشدودون بالحبال، على تثبيت الشبكة المعدنية و ثقب الصخور لوضع القضبان العملاقة التي ستكون الدعامة الأساسية لنظام التثبيت المستديم الذي يعول عليه كثيرا لوقف الانهيارات الصخرية.
و يغطي الضباب و الثلج باستمرار الجبل الصخري ومنعرجات الوطني 80 بين بوحشانة و صدراتة كل شتاء، و تكون حركة السير في غاية الخطورة عندما تبدأ الصخور في التساقط من علو كبير تحت تأثير الفيضانات و عوامل التعرية الطبيعية، للجبل الصخري الذي يسميه سكان المنطقة « الكاف المخدوم» في إشارة إلى عمليات الحفر و الهدم التي تعرض لها على مر الزمن لشق طريق حيوي ظل منفذا لقوافل التجارة و حركات الهجرة التي عرفتها منطقتي سوق أهراس و قالمة منذ عقود طويلة.
و يبدأ الطريق الوطني 80 من ولاية سكيكدة و يعبر 8 بلديات بولاية قالمة بينها بلدية قالمة الكبرى، و يتجه إلى صدراتة بولاية سوق أهراس ثم عين البيضاء بولاية أم البواقي، وصولا إلى خنشلة، و يعرف حركة سير مكثفة باتجاه الولايات الصناعية الواقعة شمالا كعنابة و سكيكدة، و مناطق التبادل التجاري الواقعة جنوبا.
و مازال هذا الطريق الاستراتيجي بمسار واحد، و يأمل سكان المنطقة في تطويره مستقبلا ليصبح طريقا مزدوجا لتسهيل الحركة الاقتصادية و الاجتماعية بين الولايات التي تتصل ببعضها عبر الوطني 80 أحد أطول الطرقات بشرق البلاد.
فريد.غ