انطلق، يوم الخميس، أكبر مشروع للربط بشبكة الغاز الطبيعي بالأقاليم الريفية بقالمة، وكان الدور هذه المرة على مشاتي بلدية الدهوارة، المنطقة الجبلية النائية التي ظل سكانها يعانون من العزلة وأزمة الوقود التي تخيم على المنطقة وتتفاقم أكثر كل شتاء.
وقالت والي قالمة، حورية عقون، لدى إشرافها على انطلاق المشروع الكبير يوم الخميس بأن ما لا يقل عن 1500 مسكن ريفي سيتم ربطه بالغاز عبر 17 مشتة آهلة بالسكان، مؤكدة بأن كل الإمكانات المادية والبشرية جاهزة لضمان انطلاقة جيدة للأشغال، مضيفة بأن الوعود والالتزامات المقدمة تتحقق اليوم على أرض الواقع.
المشاتي المعنية بمشروع الغاز الطبيعي هي بوكرفة، جنان الطويل، موالكية، سيدي الزين، الرفافدة، الربيبة، البطوم، الزوبية، الغراير، أم العروق والبسباسة. ولم يتوقف سكان مشاتي الدهوارة عن المطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية بفك العزلة وإيصال الكهرباء والغاز والماء، فكان لهم ما أرادوا.
وكان الغاز آخر حلم يتحقق بأرياف الدهوارة، المنطقة الجبلية الوعرة التي يعيش سكانها على تربية المواشي والزراعات المعاشية البسيطة، وفي مقدمتها زراعة التين والرمان منذ القدم، حيث يعد التين الأسود من أجود المنتجات بمشاتي الدهوارة التي تشتهر أيضا بمياهها العذبة التي صارت مقصدا للمواطنين وباعة المياه من كل مكان.
وتتولى شركة الكهرباء والغاز الإشراف على المشروع معتمدة على مقاولات خاصة على قدر كبير من الخبرة في التعامل مع التضاريس الجبلية الوعرة عند مد القنوات وبناء مراكز الاسترخاء قرب التجمعات السكنية المستهدفة. وتحرز ولاية قالمة المزيد من التقدم في مجال الربط الغاز والكهرباء، وبعد الانتهاء من المدن والقرى جاء الدور اليوم على المناطق الريفية الآهلة، لتحسين ظروف المعيشة هناك وتشجيع النازحين على العودة إلى المناطق المهجورة، للمساهمة في الجهد الوطني الرامي إلى ترميم الاقتصاد الريفي المتضرر من موجات النزوح والأزمة الأمنية منتصف التسعينيات.
فريد.غ