وجّه والي الطارف، محمد مزيان، تعليمات للجهات المختصة والأمنية، بمتابعة حملة الحصاد والدرس لجمع ودفع محصول الحبوب لمراكز التخزين التابعة لتعاونية الحبوب والبقول الجافة، مع تحسيس الفلاحين لتفادي تحويل المنتوج نحو وجهة أخرى تجنبا للملاحقة القانونية والإدارية.
وذكر مصدر مسؤول للنصر، أمس، أن المخالفين لتعليمات السلطات المحلية وخاصة التعليمة الوزارية المؤرخة في 4 جوان الجاري، معرضون لعقوبات صارمة وحرمانهم من دعم الدولة مستقبلا، مشيرا إلى تشكيل لجنة ولائية تتكون من ممثلين عن مصالح الفلاحة، الغرفة الفلاحية وتعاونية الحبوب والبقول الجافة، من أجل متابعة حملة الحصاد والتواصل مع الفلاحين، بضرورة دفع المحصول مباشرة لمراكز الجمع والتخزين لتعاونية الحبوب، خصوصا المنتجين الذين استفادوا من مجانية البذور بأنواعها والأسمدة، تجسيدا للتعهدات الممضاة من طرفهم خلال حملة الحرث والبذر للموسم الفلاحي 2023/2024. وتم تخصيص 5 نقاط لجمع الحبوب على مستوى الولاية، بكل من بلديات بوحجار، البسباس، عين العسل، الكوس ببلدية الشط وزورامي ببلدية شبيطة مختار، علاوة على لجوء تعاونية الحبوب والبقول الجافة، لكراء مخازن ومستودعات بولايتي الطارف وعنابة، لتخزين كميات الحبوب التي تم جمعها، بما فيها توفير آلاف الأكياس والتدخل لمعالجة كل النقائص التي قد تعيق السير الحسن للحملة. وأضاف المصدر، أن حملة الحصاد والدرس التي انطلقت منذ أيام بالولاية، تعرف وتيرة متسارعة، بعد تسخير المصالح المعنية لكل الإمكانيات لها، خاصة ما تعلق بالمرافقة الميدانية وتوفير الآلات لحصد أكبر المساحات في أقرب وقت، تفاديا للحرائق، في ظل التوقعات بتحقيق وفرة في إنتاج الحبوب هذا الموسم، تفوق 4.3 ملايين قنطار على مساحة تقارب 20 ألف هكتار، بمعدل 24 قنطارا في الهكتار، منها حوالي 322 ألف قنطار من القمح الصلب.
وأبدى عدد من كبار المنتجين على وجه الخصوص، قلقهم إزاء مشكلة بعد نقاط الجمع ونقص هياكل التخزين قياسا مع وفرة الإنتاج هذا الموسم، فيما اشتكى آخرون من تعطل حملة الحصاد في بعض المناطق، بسبب نقص الحاصدات وغلاء أسعار كرائها، ما بات يعرض مساحات من الحبوب للحرائق والتلف، مستعجلين حل الإشكال. وأكدت مصالح الفلاحة، أن كل التدابير اتُخذت لتمكين الفلاحين من دفع محصولهم ودعمهم بالحاصدات من الولايات المجاورة التي أنهت حملتها، كاشفة أن مشكلة نقص منشآت التخزين والجميع المطروحة في طريقها للحل النهائي، بعد قرار الوصاية تخصيص غلاف مالي يقارب 75 مليار سنتيم لإنجاز مراكز لتجميع الحبوب، بطاقة استيعاب إجمالية تقدر بـ 120 ألف قنطار لتلبية حاجيات الولاية في مجال التخزين، مع تزايد الإنتاج من الحبوب سنويا. وتم إنهاء كل الإجراءات الإدارية المتعلقة بإنجاز 3 مراكز للتخزين بكل من بلديات بوحجار بطاقة استيعاب 50 ألف قنطار، بن مهيدي في قرية سيدي مبارك بطاقة 20 ألف قنطار وعين العسل بطاقة 50 ألف قنطار، بعد أن تم تخصيص الأوعية العقارية المطلوبة لتوطين المشاريع المذكورة، ما من شأنه أن يضع المنتجين في أريحية في دفع محصولهم من جهة، ومن جهة أخرى الرفع من قدرات تخزين الحبوب بالولاية إلى أكثر من 800 ألف قنطار، والتي لا تتعدى حاليا 690 ألف قنطار مناصفة بين مراكز التخزين بعنابة والخمسة المتواجدة بالولاية.
وأشارت ذات المصالح، إلى رفع اقتراح للوصاية لتسجيل مشروع ضخم يخص إنجاز صومعة عملاقة لتخزين الحبوب ببلدية الذرعان، تتربع على مساحة 2.5 هكتار وبطاقة استيعاب تفوق 200 ألف قنطار، للقضاء نهائيا على مشكلة العجز المسجل في منشآت وقدرات تخزين الحبوب وتمكين المنتجين من دفع محصولهم في ظروف حسنة دون متاعب، بما في ذلك استقبال المحصول الفائض من كميات الحبوب للولايات المجاورة، فيما يُنتظر فتح مديرية جهوية لتعاونية الحبوب والبقول الجافة بولاية الطارف، من شأنها تحقيق الاستقلالية الإدارية عن تعاونية الحبوب والبقول لعنابة وهو ما سيسهم في تطوير الشعبة والزيادة في الإنتاج.
نوري.ح
