استحضرت السلطات العمومية لولاية تبسة والأسرة الثورية، أمس، روح الشهيد «الشافعي هوّام»، في ذكرى استشهاده 64، من خلال مراسم لإحياء ذكرى استشهاده، مـن فضاء المعلم التاريخي المخلد لذكراه ببلدية المريج، أشرف عليها والي الولاية تبسة، بمرافقة السلطات المدنية، الأمنية والعسكرية وممثّلو الأسرة الثورية والفعاليات المجتمعية وجمع من المواطنين.
والي الولاية ومرافقوه، أشرفوا بالمناسبة على رعاية مراسم تكريمية خصّ بها عائلة الشهيد وتابعوا كلمة حول التاريخ الجهادي للشهيد الشافعي هوّام وسيرته الذاتية، حيث ذكر المتدخلون أن الشهيد ولد في غرة جويلية 1928 بمرسط بولاية تبسة، حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة على يد الشيخ عليّة، كما تعلم عنه اللغة العربية والعلوم الشرعية، ما أهله للالتحاق بمدرسة حرة تحت إشراف جمعية العلماء المسلمين بناحية سوق أهراس، عاش الشهيد صباه في أجواء يسودها الاستبداد وظلم الإدارة الأهلية «القياد»، يراقب التطورات المختلفة التي خلفتها الحرب العالمية الثانية، شهد مجازر الثامن ماي 1945 وكان من بين ضحايا هذه المجزرة جمع من قبيلته، الذين سيق بهم إلى معتقل» جنين بورزق» بآفلو، فتركت هذه المأساة أثرا بليغا في نفسه وشحنته غيظا عميقا ضد المستعمر البغيض، ليقرر في ليلة 3 جانفي 1955، الالتحاق بالثوار في مدينة سوق أهراس، لينضم إلى صفوف جيش التحرير الوطني.
شارك الشهيد في عدة معارك، منها معركة الذروة الأولى والثانية، معركة السطحة الأولى والثانية، معركة القرقارة، معركة بوسبعة، معركة الحوض ومعركة عين عناق «معركة الكانو» بقصير عايد، واجهة قصير عايد وفي يوم 23 جويلية سنة 1960، كلّف الشهيد هوام الشافعي من طرف قيادة المنطقة الخامسة رفقة جمع من المجاهدين، بالقيام بدورية عبر التراب الجزائري وعندما وصلوا إلى خط شال المكهرب وشرع في قطع الأسلاك المكهربة، أمر القائد الجنود بالمرور واحدا تلو الآخر، فتفطنت قوات العدو الفرنسي وسارعت إلى المكان بطائراتها ودباباتها، مستعملة الأنوار الكاشفة ودارت مواجهة عنيفة بين الطرفين وبعد ساعات من المواجهة، تمكن العدو من محاصرة الشهيد، رفقة عدد من المجاهدين، لكن العدو كان أقوى منهم عتادا وعددا، فاقتربت دبابة من الشهيد هوام الشافعي وداسته بسلاسلها المزنجرة، ليلفظ أنفاسه الأخيرة وصعدت روحه الطاهرة إلى بارئها وكان ذلك في حدود الساعة الثالثة صباح يوم 24 جوان 1960 بهنشير الحديد، قرب جبل بوجابر.
ع.نصيب