تمكنت شركة مناجم الفوسفات «صوميفوس» التابعة لمجمع مناجم الجزائر، من تحسين أدائها ورفع مستوى صادراتها من الفوسفات، حيث قامت بتصدير ما يقارب المليون طن من الفوسفات خلال السداسي الأول من السنة الجارية وهو رقم قياسي مقارنة بالسنوات الماضية، حيث بلغت نسبة الإنجاز 125 في المائة من الهدف المسطر مبدئيا.
وذكر مدير المركب المنجمي للفوسفات جبل العنق ببئر العاتر، في تصريح للنصر، أن تحقيق هذه النتيجة تم بناء على تفعيل الإستراتيجية المعتمدة وتماشيا مع السياسة المسطرة من طرف وزارة الطاقة والمناجم، لتحسين أداء ونجاعة شركات القطاع المنجمي وذلك بتنسيق جهود جميع الشركاء الفاعلين من منتجين وناقلين، خصوصا شركة النقل بالسكك الحديدية وخدمات ميناء عنابة.
وأكد المتحدث، أنه ومع مواصلة المجهودات بنفس الوتيرة على مستوى الإنتاج والنقل والشحن، تتوقع المؤسسة نسبة زيادة في الصادرات تقدر بـ 50 في المائة، مقارنة بصادرات سنة 2022، في إطار تعزيز المداخيل بالعملة الصعبة للبلاد وتنويع الصادرات وبعث اقتصاد وطني جديد، في انتظار استكمال إجراءات تجسيد مشروع تحويل الفوسفات بمنطقة بلاد الحدبة، الذي من شأنه التحسين بشكل معتبر القيمة المضافة والمداخيل من العملة الصعبة، مع تحقيق الاكتفاء الذاتي للبلاد من احتياجاتها من الأسمدة الزراعية.
مسؤول المركب وفي حديثه عن نقل الفوسفات، أوضح أن 60 بالمائة من الكمية المصدرة، يتم نقلها من منجم الفوسفات بجبل العنق في بئر العاتر إلى ميناء عنابة عبر السكة الحديدية، فيما يتم نقل ما نسبته 40 بالمائة على متن شاحنات تابعة للشركة والخواص، في انتظار الانتهاء من مشروع تطوير خط السكة الحديدية المزدوج، الرابط بين ولايتي تبسة وعنابة، الذي تعرف أشغاله وتيرة متسارعة، مضيفا أن الإدارة تعمل على تطوير طاقات المؤسسة، من حيث النوعية والتجديد، إضافة إلى الدور الاجتماعي الذي تلعبه في حماية البيئة والمحافظة عليها وبالموازاة مع ذلك، فقد تمت برمجة عدة مشاريع على مستوى المركب، قصد تأهيل قطاعات الإنتاج للوصول إلى إمكانية إنتاج 3 ملايين طن من الفوسفات سنويا.
وأوضح المتحدث، أن إدارة المركب تراهن على مخطط للتنمية يمتد على المدى المتوسط، من 2024 ــ 2027، لتحقيق إنتاج يقدر بنحو 3 ملايين طن من الفوسفات، منها مليون طن ستحول داخليا لتموين مؤسسة «ألنيتراف» والبقية يتم تسويقها، ليتم بعد سنة 2027، رفع الإنتاج إلى 4 ملايين طن، يتم تحويل نصفه داخليا وتسويق النصف الآخر.
وبخصوص مشروع منجم بلاد الحدبة في بئر العاتر، فقد اعتبر محدثنا أنه أحد أهم مشروعات تطوير الفوسفات في الجزائر، الذي تُقدَّر استثماراته بنحو 7 مليارات دولار، نحو بدء عمليات التطوير في خطوة من شأنها أن تضع البلاد في قائمة أهم الدول المصدّرة للأسمدة، فهو يشمل مشروع الفوسفات بتطوير واستغلال منجم الفوسفات ببلاد الحدبة والتحويل الكيميائي للفوسفات بواد الكبريت بسوق أهراس وصناعة الأسمدة بحجار السود بولاية سكيكدة، ولأهمية المشروع من الناحية التنموية، تُنَفَّذ خطوط سكك حديدية منجمية لنقل الخامات المستخرجة عبر مقاطع يزيد طولها 300 كيلو متر ويتواصل العمل لسرعة بدء الإنتاج من هذا المنجم الضخم، مؤكدا التوجيهات الرئاسية بأهمية الاستفادة من الثروات المعدنية للجزائر.
ويتضمن المشروع في مرحلته الأولى، استخراج 5 ملايين طن من الفوسفات سنويا، لمعالجتها والحصول على 3 ملايين طن من الفوسفات المعالج، ليُحَوّل بعد ذلك إلى مصنع واد الكبريت في ولاية سوق أهراس، لإنتاج الأسمدة ومن المتوقع أن تنطلق المرحلة الثانية من مشروع تطوير منجم بلاد الحدبة في 2028، على أمل الوصول بحلول 2032، إلى إنتاج 6 ملايين طن سنويا من الأسمدة ويُتوقع أن يسهم المشروع في توفير ما يقارب 12 ألف فرصة عمل خلال مرحلة التنفيذ ونحو 6 آلاف فرصة عمل مباشرة و24 ألف فرصة عمل غير مباشرة في مرحلة الاستغلال ويوفر عائدات خارج إطار المحروقات تصل إلى ملياري دولار سنويا.
عبد العزيز نصيب
