تعرف أسعار التمور الطرية من صنف الغرس المعروف محليا «المنقر»، تراجعا محسوسا في معظم أسواق التجزئة بولاية بسكرة، بحيث تراوح سعر الكيلوغرام أمس ما بين 150 إلى 200 دج حسب النوعية المعروض، بعدما بلغ في بداية النضج سقف 600 دج.
وأرجع عارفون بخبايا السوق هذا الانخفاض، إلى ارتفاع العرض بسبب زيادة معدل النضج بمختلف المناطق الغابية خاصة في الجهة الشرقية للولاية المعروفة بجودة ونوعية هذا النوع من التمور. ويتوقع بعض المنتجين استمرار انخفاض الأسعار خلال الأيام القادمة مقابل توقع زيادة الكمية في ظل الحرارة المرتفعة التي تشهدها المنطقة والتي ساعدت كثيرا على النضج، خاصة بالمناطق التي تتوفر على مياه السقي بكميات كافية الأمر الذي قد يخلق حسبهم اختلالا بين العرض والطلب.
وفي السياق، شرع منتجو التمور ببعض المناطق الغابية في الجهة الغربية من ولاية بسكرة، على غرار طولقة وما جاورها، في عملية تغليف عراجين التمر بمادة البلاستيك لحمايتها من خطر التقلبات الجوية تفاديا لتعرضها للتلف. وتوقع بعض المنتجين في حديثهم للنصر، تحقيق إنتاج وفير هذا الموسم من مختلف الأنواع مقارنة بالموسم الماضي الذي عرف إنتاج 4 ملايين قنطار في ظل الإمكانيات الكبيرة التي وفرتها الدولة للتكفل بزيادة مردود هذه الشعبة الفلاحية التي تحظى باهتمام خاص ببسكرة الرائدة وطنيا في هذا المجال، خاصة في صنف دقلة نور ذات الجودة الرفيعة والتي أصبحت تلقى رواجا كبيرا في الأسواق العالمية، وهو ما يعكس المجهودات المبذولة من قبل الدولة للرقي بالقطاع كبديل اقتصادي، إضافة إلى العمل الجاد الذي تقوم به مختلف الهيئات.
وأكد المنتجون أن شعبة التمور في تحسن من سنة لأخرى بفعل الدعم المقدم وتوسع رقعة المساحة المزروعة بمبادرة من الفلاحين الذين عملوا بالنصائح المقدمة لهم من قبل تقنيين في المجال في سبيل تطوير الشعبة. كما ساهمت مرافقة المنتجين طيلة أيام السنة عن طريق حملات التوعية وتقديم الإرشادات اللازمة، في الرفع من المردود على مستوى كافة المستثمرات الخاصة بشعبة التمور والتي يزيد عددها عن 32 ألفا تمثل 50 بالمائة من مجموع المستثمرات التي تحصيها الولاية في مختلف الشعب الفلاحية.
يذكر أن ولاية بسكرة تحصي أكثر من 4 ملايين نخلة منها قرابة 3.7 مليون نخلة منتجة أغلبها من صنف دقلة نور، وهي متمركزة بالجهة الغربية خاصة بمناطق طولقة، لغروس، فوغالة، برج بن عزوز، وبوشقرون، زيادة على منطقة سيدي عقبة وما جاورها بالجهة الشرقية.
ع/ بوسنة