تم بولاية الطارف جمع حوالي 8 آلاف قنطار من الفلين البلوطي بنوعيه، فيما يُتوقع إنتاج حوالي 12 ألف قنطار مع نهاية حملة الجني شهر أكتوبر المقبل، بمعدل 5 قناطير في الهكتار على مساحة إجمالية تقدر بـ 2700 هكتار، وذلك بزيادة 20 بالمائة عن إنتاج العام الماضي الذي بلغ 10 آلاف قنطار.
وقالت المصالح المعنية، إن حملة الجني التي انطلقت في الفاتح جوان وتمتد إلى غاية شهر أكتوبر، أسندت للمؤسسة العمومية للهندسة الريفية «مشروع القالة» المختصة في هذا النوع من الأشغال، التي سمحت بتوفير ما لا يقل عن 300 منصب موسمي لفائدة ساكنة جوار المناطق الغابية موزعين عبر 14 ورشة على مستوى 10 بلديات غابية، خاصة بالمناطق الحدودية، وذلك بغية الإسراع في جني مساحات الفلين المبرمجة لحمايتها من الحرائق، خاصة أن الفلين المحلي المشكل من 60 بالمائة من فلين ذكري و70 بالمائة منه إنتاجي، ذو جودة ما جعله محل طلب من قبل المتعاملين لتحويله وتصديره خصوصا نحو الصين، في الوقت تؤكد فيه مصالح الغابات أن عائدات تسويق محصول الفلين تدر على الخزينة أكثر من 11 مليار سنتيم سنويا.
وأفاد مصدر مسؤول بمحافظة الغابات أنه وبحكم خصوصيات الولاية الغنية بغابات الفلين، فإنه يتم العمل على تثمين هذه الثروة الاقتصادية الهامة من خلال تقنين عملية استغلالها بما يضمن ديمومتها، فضلا عن حمايتها من كل أشكال النهب والأضرار التي تتهددها ومنها الحرائق، زيادة على تسطير برنامج لتوسيع وتجديد مساحات الفلين وإعادة تشجير تلك المحروقة.
علاوة على ذلك، تم وضع تحفيزات لتشجيع المستثمرين على اقتحام هذا المجال، خاصة وأن منتوج الفلين المحلي ذو جودة عالية، حيث تتربع ثروة الفلين البلوطي بالولاية على 80 ألف هكتار ما يمثل 60 بالمائة من المساحة الإجمالية للغابات والمقدرة بـ 168 ألف هكتار، ما جعل الطارف رائدة في إنتاج الفلين حيث تأتي في المرتبة الثانية وطنيا بعد ولاية تيزي وزو.
ولتثمين هذه الثروة الاقتصادية، تم إقرار جملة من التحفيزات لترقية وتشجيع الاستثمار في هذا المجال عن طريق مرافقة المتعاملين، وكذا تشجيع الشباب وخريجي الجامعة حاملي الأفكار على الولوج للاستثمار في هذا النشاط الحيوي المنتج للثروة ومناصب الشغل، بإنشاء مؤسسات تحويلية والتصدير.
من جهة أخرى، تتوقع المصالح المعنية إنتاج 12.5 ألف متر مكعب من الحطب على مساحة إجمالية قدرها 2510 هكتارا من غابات الكاليتوس ذات القيمة الاقتصادية، بإسناد عملية الاستغلال لمجموعة مؤسسات مختصة، على أن يوجه 70 بالمائة من الإنتاج نحو التحويل بيعه بالمزاد العلني والباقي لاستعماله في أغراض أخرى.
كما تم تشديد الرقابة على الأملاك الغابية لحماية ثروة الفلين من السرقة والتهريب وردع المخالفين، ناهيك عن محاربة ظاهرة القطع العشوائي لأشجار الكاليوتوس وتهريبه نحو البلد المجاور وبيعه للورشات الخاصة المحلية لاستعماله كأعمدة في ورشات البناء العمومية والخاصة، في حين أسدت سلطات الولاية توجيهات لمؤسسات الجني بالتعجيل في جني مساحات الفلين والحطب المبرمجة لتجنب تعرضها للحرائق وانعكاس ذلك على حجم الإنتاج.
نوري.ح
