سجلت مديرية المصالح الفلاحية لولاية ميلة، خلال السنة الجارية، نجاح أولى تجارب زراعة عباد الشمس على مساحة إجمالية فاقت 100 هكتار، فيما يُنتظر الانطلاق في حملة جني المحصول وتوسيع المساحات المزروعة مستقبلا .
وأوضح مدير المصالح الفلاحية المحلي، علي فنازي، للنصر، أن زراعة عباد الشمس تدخل ضمن برنامج الدولة الخاص بتطوير زراعة النباتات الزيتية الذي يهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من مادة زيت المائدة وتقليص فاتورة الاستيراد، مؤكدا أن مصالحه قامت خلال السنة الجارية بتسطير برنامج لزراعة نبتة دوار الشمس على مساحة إجمالية تقدر بـ 400 هكتار، عبر إقليم الولاية، أين شملت 110 هكتارات عبر بلديات وادي العثمانية، شلغوم العيد، تاجنانت، وادي النجاء، التلاغمة وأحمد راشدي.
وأضاف ذات المسؤول، أن الهدف المسطر من المساحات المزروعة خلال السنة الجارية لم يتم الوصول إليه بعد، لكن مبدئيا تعتبر الخطوة مهمة باعتبارها أولى التجارب بالمنطقة، حيث حققت الزراعة نجاحا ملحوظا من خلال بداية إزهار النباتات وتأقلمها مع مناخ الولاية، قائلا إن مصالحه ستسعى بالتنسيق مع مختلف الفاعلين في المجال إلى استقطاب أكبر عدد من الفلاحين وتوسيع المساحات مستقبلا .
وأشار مدير المصالح الفلاحية، إلى أن الموسم الحالي عرف منح البذور والأسمدة مجانا للفلاحين، فضلا عن متابعتهم ومرافقتهم من بداية غرس المنتوج إلى غاية حصاده، قائلا إن الموسم الحالي لزراعة عباد الشمس عرف تنصيب لجنة ولائية قامت بالوقوف على العملية والمتكونة من المصالح الفلاحية، تعاونية الحبوب والبقول الجافة، الغرفة الفلاحية، والمعهد التقني للزراعات الكبرى بالإضافة إلى المحطة الجهوية لحماية النباتات، أين تم تحسيس ومتابعة ومرافقة الفلاحين تقنيا وإرشاديا وإداريا من أول يوم، وذلك للتطبيق السليم للعملية.
وأكد المصدر بأن العملية ما زالت متواصلة إلى غاية حصاد المنتوج، حيث تم مؤخرا تنظيم خرجة ميدانية لمعاينة نبات دوار الشمس بكل من وادي العثمانية والتلاغمة ومتابعة مراحل نموه وتقييم نجاح هذه التجربة التي تعد الأولى بالولاية في مجال زراعة النباتات الزيتية .
وفي ظل التحفيزات المقدمة من طرف الدولة للراغبين في زراعة هذا النوع من النباتات الزيتية، بالإضافة إلى تحقيق نجاح ملحوظ في هذا المجال عبر الإقليم، يسعى القائمون على الشأن الفلاحي المحلي إلى توسيع المساحات المزروعة وتطوير الشعبة، لاسيما مع توفر جنوب الولاية على محيط السقي، كون هذه النبتة تتطلب كمية معتبرة من المياه، فضلا عن أن زراعة دوار الشمس تكون متأخرة بداية من أواخر شهر أفريل إلى غاية شهر ماي ما يسمح بزراعتها بعد جني محصول الثوم الذي أصبح العلامة المسجلة باسم بلديات الجنوب على غرار التلاغمة، وادي العثمانية ووادي سقان.
وأوضح فلاح من بلدية التلاغمة، في حديث للنصر، أنه قام بزراعة دوار الشمس لأول مرة في بستانه على مساحة تقارب الهكتارين، مؤكدا أنه في بادئ الأمر كان متخوفا من هذه التجربة التي لم يكن ملما بخباياها وبآليات زراعة ومتابعة نمو النبتة وعملية سقيها، لكن مرافقة القائمين على هذه الشعبة سهلت الأمر حسبه.
وأضاف ذات المتحدث، أن زراعة دوار الشمس لم تكلفه إلا تخصيص المساحة المزروعة، قائلا إن التجربة الأولى تنبئ بمحصول وفير، كما أشار إلى عزمه على توسيع المساحات المغروسة خلال الموسم الفلاحي المقبل بعد نجاحه هذا الموسم.
مكي بوغابة
