أطلقت مديرية الموارد المائية بقالمة، مشروعا ضخما لتجديد شبكة مياه الشرب والقضاء على التسربات والهدر المائي، الذي ظلت تعاني منه الشبكة المغذية لمدينة قالمة التي يسكنها أكثر من 200 ألف نسمة. وقد بدأت الشركات في شق المسارات الجديدة وتركيب أنابيب الضغط العالي من أقطار مختلفة، تصل إلى 400 ملم، بالمدينة الجديدة الأمير عبد القادر، أين تسابق المقاولات المتخصصة في منشآت المياه الزمن لحفر الخنادق عبر الطرقات والأرصفة والساحات العامة، ودفن الأنابيب الجديدة التي ستغذي مدينة قالمة، وتضع حدا لضياع الطاقة المائية الثمينة، وتحسن الخدمة المقدمة للسكان. ويقود المهندسون والعمالة المدربة، المشروع الكبير معتمدين على الخبرة والتكنولوجيا المتطورة، التي صارت في متناول الشركات الجزائرية العمومية والخاصة، التي تنشط في مجال المنشآت المائية كالشبكات والخزانات ومحطات الضخ. وقال مهندس من هيئة الرقابة التقنية لمنشآت المياه للنصر، بأن المشروع يحرز تقدما مشجعا وأن العمالة الجزائرية تتحكم اليوم في التكنولوجيا المتطورة، وتحقق المزيد من الإنجازات بجودة عالية.
وتُعد حركة السير وتداخل النسيج العمراني ببعض الأحياء السكنية الشعبية، من بين التحديات الميدانية التي تواجه الشركات العاملة بالمشروع، الذي يتوقع أن يطال كل المقاطع التي تعاني من التسربات، وقدم القنوات عبر مختلف أحياء مدينة قالمة، التي تأتيها مياه الشرب من سد بوحمدان ومن الآبار العميقة بسهل حلية وحمام برادع.
وتسعى الشركة المشرفة على خدمة مياه الشرب بقالمة، إلى التحكم في التسربات والانكسارات التي تعرفها الشبكة القديمة، لتحسين الخدمة و وضع حد للخسائر المالية الناجمة عن ضياع المياه المعالجة عبر الطرقات الرئيسية وشوارع الأحياء السكنية.
وكانت سلطات ولاية قالمة قد نظمت حملة واسعة، شاركت فيها عدة ولايات، لجبر الكسور و وقف التسربات المائية بمدينة قالمة، مما أدى إلى تحسن الوضع وانحسار التسربات، لكن مشروع تركيب القنوات الجديدة سيكون بلا شك الحل الجذري للهدر المائي المكلف للجهد والمال، في ظل موجة الجفاف التي تعرفها المنطقة المقبلة على مزيد من التحديات المستقبلية لتوفير المياه للأحواض السكانية الكبرى.
فريد.غ
