شرع فريق عمل من شركة تسيير موانئ الصيد البحري والنزهة، في عملية تركيب رافعة عملاقة على مستوى ميناء القالة الجديد بولاية الطارف، حيث تجري الأشغال على قدم وساق وبدقة، بالاستعانة بتجهيزات خاصة تحسبا لوضع الرافعة حيز الخدمة خلال الأيام القليلة القادمة.
وذكر نائب رئيس غرفة الصيد البحري وتربية المائيات، أن تركيب الرافعة بحوض الميناء يعد مكسبا كبيرا للمهنيين، حيث كان جلب هذه المنشأة الضرورية في النشاط البحري من أهم الانشغالات المرفوعة للسلطات المعنية، إذ ستسمح بتحسين ظروف عمل البحارة ومهنيي الطارف الولايات المجاورة على غرار عنابة وسكيكدة، من خلال القيام بعملية إخراج السفن من حوض الميناء وصيانتها بعين المكان عوض التوجه نحو البلد المجاور لإجراء أشغال الصيانة الدورية وما تكلفه من أموال معتبرة بالعملة الصعبة.
وأشار المصدر إلى أن دخول الرافعة حيز الخدمة سيكون مطلع الشهر المقبل، ما من شانه أن يساهم في استحداث مواطن للشغل وتخفيف المتاعب على أصحاب السفن وذلك بالقيام بعمليات الصيانة الدورية بالميناء وبأقل التكاليف، بعد أن تقرر استحداث وحدة لصيانة وصناعة السفن والقوارب الصيدية التي يعول عليها في إعطاء دفع لنشاط القطاع بمنطقة يمثل فيها هذا المورد مصدر رزق لأكثر من 5 آلاف بحار ومجهز سفينة بمجموع يقارب 200 وحدة صيدية، إضافة إلى مئات قوارب النزهة التي تنشط في الحرف الصغيرة.
وأضاف المصدر، أن الميناء الجديد يعرف حركية بعد أن تعزز بعدة مرافق أقرتها سلطات الولاية على إثر زيارتها للمكان، منها التزويد بالمياه والتهيئة الخارجية على غرار الإنارة العمومية، وبرمجة وحدات استثمارية خاصة، زيادة على توسعة رصيد الميناء بإنجاز 120 مترا طوليا جديدا للرفع من قدرات الرسو بحوالي 80 وحدة صيدية، ما من شأنه الزيادة في طاقة الإنتاج السمكي، في حين تُبذَل مساع لفتح مسمكة بالميناء لتنظيم عملية التسويق ومحاربة المضاربة التي ألهبت الأسعار مع ندرة الأسماك في الأسواق المحلية، بالنظر لكون 95 بالمائة من المنتوج البحري يسوق خارج الولاية وفي ظروف غير منتظمة.
وقد تم الشروع في تهيئة رصيف الميناء القديم بالقالة بالواجهة البحرية على مسافة 320 مترا طوليا، بتخصيص 45 مليار سنتيم للعملية التي أسندت لشركة الأشغال البحرية للشرق "سوترامست عنابة" بغرض حماية هذه المنشأة العريقة والوحدات الصيدية المتواجدة بها من كل الأخطار أثناء التقلبات المناخية، بعد تدهور وتصدع أجزاء من رصيف الميناء وتآكل بعض منها بفعل العوامل الطبيعية.
كما تقرر التكفل بمعالجة النقاط السوداء على مستوى الرصيف باعتماد معايير تقنية في الأشغال البحرية، فضلا عن برمجة عملية لجهر وتنظيف حوض الميناء القديم من الرواسب وإزالة مختلف النفايات التي تهدد السفن، وقد خصص لذلك مبلغ 30 مليار سنتيم، حيث تم الانتهاء من كل الإجراءات الإدارية على أن تنطلق الأشغال هذه الأيام بعدما أوكلت إلى مؤسسة وطنية مختصة.
وتم تخصيص عملية لتوسيع الميناء القديم للصيد البحري بالقالة للرفع من طاقة استيعاب السفن الكفيلة بخلق أكثر قدر من مناصب الشغل والرفع من مردودية الإنتاج السمكي، وذلك بالاستعانة بتقنية تركيب الأرصفة العائمة التي وصلت الميناء لتساهم بشكل كبير في تنظيم المسطحات المائية وتساعد في توفير أماكن جديدة للرسو، ومن ثم بلاستجابة لطلبات المستثمرين الراغبين في اقتناء بواخر جديدة للصيد في أعالي البحار وتطوير الأسطول، بالانتقال من قوارب ذات أحجام متوسطة إلى سفن كبيرة.
ويُنتظر الشروع في تركيب الأرصفة العامة فور الانتهاء من عملية جهر حوض الميناء الذي خضع مؤخرا لتهيئة شملت تزويده بالإنارة العمومية ومعالجة مشكلة المياه المستعملة والاعتناء بمحيطه، كونه وجهة سياحية لموقعه ولعراقته حيث يُعد من أقدم الموانئ بالجهة الشرقية للبلاد.
نوري.ح
