تعرف التظاهرة التجارية لبيع الأدوات المدرسية بمدينة الطارف والتي بادرت إلى تنظيمها مديرية التجارة، توافدا معتبرا وسط ارتياح المواطنين بفضل الوفرة المسجلة، نوعية الأدوات والأسعار التي وصفوها بالمعقولة والتنافسية بعد أن سجلت تراجعا بنسبة 35 بالمائة مقارنة بما هو موجود في المكتبات.
وقامت مصالح التجارة بالتنسيق مع مديرية النقل، بتدعيم وتمديد عمل الناقلين عبر بعض الخطوط إلى ساعات متأخرة من الليل في هذا الصيف، لتمكين المواطنين على مستوى مختلف بلديات الولاية من التنقل إلى مدينة الطارف لاقتناء الأدوات الدراسية لأطفالهم المتمدرسين، في الوقت الذي أجمعت فيه تصريحات الأولياء على وفرة ونوعية وجودة مختلف المستلزمات المعروضة للبيع، منها المحلية والمستوردة وذلك بأسعار تنافسية، الأمر الذي كان له الأثر الإيجابي في إعطاء حركية كبيرة في المعرض الذي يشهد تزايدا في الإقبال عليه من المواطنين.
من جهة أخرى، سجلت أسعار المآزر والحقائب تراجعا قياسا بالأعوام الفارطة، حيث طغت عليها المنتجات المحلية بعد توجه المتعاملين والخواص إلى الاستثمار في هذا المجال عوض اللجوء إلى الاستيراد من الخارج، فيما أكد أولياء أن حقيبة كل تلميذ بما فيها من مستلزمات التمدرس تكلف ما بين 2000 و3000 دينار عكس أسعار السوق التي تتراوح بين 4 و 5 آلاف دينار.
وعمد بعض تجار التجزئة والجملة القادمين من داخل وخارج الولاية، إلى اعتماد تخفيضات فاقت خمسة وثلاثين بالمئة في محاولة لاستقطاب الأولياء لاقتناء ما يحتاجونه لأطفالهم قبل افتتاح الموسم الدراسي، فيما قام تجار آخرون بتقديم عروض تنافسية لحقائب كاملة تحوي على كل مستلزمات الدراسة بأسعار تنافسية، حيث ذكر أحدهم أنه رغم الزيادات التي عرفتها أسعار بعض الأدوات، وخاصة الكراريس التي شهدت زيادات بأكثر من 90 بالمائة، إلا أنه بادر إلى تقديم عروض تنافسية من أجل تمكين كل الأسر ولاسيما محدودة الدخل، من اقتناء هذه المستلزمات لأطفالها حتى تسود فرحة العودة إلى مقاعد الدراسة الجميع.
وأكد تاجر جملة اعتماد أغلب المتعاملين ما يشبه اتفاقا معنويا بينهم، بجعل الأسعار في متناول الجميع لمساعدة العائلات على مجابهة أعباء الدخول المدرسي وتقديم هبات للمعوزين من خلال توزيع حقائب بكامل مستلزماتها، وسجلت بعض جمعيات أولياء التلاميذ في تصريح للنصر تباينا في الأسعار بالمعرض التجاري بين من يراها تنافسية ومن اعتبر أنها نفسها المعتمدة في السوق رغم التخفيضات التي أقرها التجار، وذلك في انتظار تخصيص البلديات عمليات تضامنية لتلامذتها المعوزين بشراء وتوزيع المحافظ والأدوات المدرسية. وأفادت مصالح التجارة، أن التظاهرة التجارية التي ستدوم إلى غاية نهاية الشهر الجاري، كانت ناجحة واستقطبت أعداد هائلة من المواطنين والأولياء لاقتناء كل ما يحتاجونه من مستلزمات الدراسة لأبنائهم وبأسعار معقولة، بعد أن تمت دعوة تجار التجزئة والجملة ومنتجين لدعم العملية التضامنية مع الدخول المدرسي باعتماد أسعار تكون في مستوى تطلعات العائلات لتخفيف الأعباء عنها.
وقالت المديرية إن المبادرة عرفت مشاركة قوية لتجار ومتعاملين في صناعة وبيع الأدوات المدرسية، والحقائب والمآزر وكل ما له صلة بالدخول المدرسي، وقد لقيت استحسان المواطنين والجمعيات، حيث تم اقتراح تعميمها عبر مناطق أخرى من الولاية، أين تقرر فتح معارض أخرى بكبرى البلديات الحضرية كالقالة، الذرعان وبن مهيدي.
من جهته أكد الوالي محمد مزيان، خلال تفقده المعرض، استعداده لمرافقة المتعاملين والتجار الراغبين في الاستثمار في مجال إنتاج الأدوات المدرسية للتقليص من فاتورة الاستيراد ودعم حاجيات السوق المحلية، مشيرا إلى أن ما يميز تظاهرة هده السنة المشاركة القوية للمتعاملين و وفرة ونوعية المنتجات المعروضة بما يراعي القدرة الشرائية لكل الفئات في توفير ما تحتاجه من مستلزمات التمدرس، داعيا إلى استغلال المناسبة لترسيخ روح التضامن وقيم التآخي مع الفئات الهشة والفقيرة، كما أكد حرص مصالحه على توسيع مثل هذه التظاهرات لتشمل مناطق أخرى من الولاية.
نوري.ح