سُجل، أمس، صيد معتبر من مختلف أنواع السردين والأسماك الزرقاء بميناء الصيد "لاغرونيار" بعنابة، حيث دخلت كميات كبيرة من "الساورال" ليومين متتالين، و رست أغلب السفن محملة بهذا النوع، إلى جانب أصناف أخرى وهو ما لم يشهده الميناء منذ فصل الربيع.
وحسب ما رصدته النصر بالمسمكات، فقد تراوح سعر "الساورال" ما بين 400 و 300 دج وهو الذي لم ينزل إلى هذا المستوى منذ فترة طويلة، حيث سمح العرض الكبير بخفض سعر عدة أنواع، منها "لنشوا"، و"البوقة" وحتى "المارلون" صغير الحجم، كما دخل "الليمو" و"الدوراد" البريين بكميات معتبرة.
ومع الانخفاض المعتبر لأسعار الأسماك منها "الساورال" سُجل إقبال من المواطنين، نظرا لكثرة العرض، خاصة على مستوى مسمكة الرحمة ومحلات بيع السمك المتواجدة بشارع ما قبل الميناء، والتي توفر مختلف الأنواع وبأسعار متفاوتة، بحيث يمكن للمواطنين الشراء حسب قدراتهم المالية، إلى جانب توفر مطاعم مختصة في شواء السمك، أين يستطيع الزبون شراء أنواع السمك التي يرغب فيها والمطعم المُلاصق يوفر خدمة الطهي وتقديم الطعام على الطاولة، مع أطباق مرافقة حسب الرغبة.
وفي ذات السياق، تعد سواحل عنابة حسب الصيادين، من أشهر المناطق مردودا من حيث سمك السردين امتدادا إلى القالة، غير أن السردين الأصلي في هذه الفترة قليل جدا، فهو يعد الأجود كونه قليل "الشوك" وطعمه مميز ويحتوى على كمية كبيرة من "أوميغا 3"، ويتميز بوجود بقع دائرية سوداء صغيرة على ظهره، حيث يصعب أحيانا تفريقه بين أنواع السردين إلا بتفاصيل صغيرة.
ويقول الصيادون، أن السردين يُصطاد بكميات كبيرة عادة في فصل الربيع، مع التساقط الغزير للأمطار بالسواحل الشرقية، كون سيول الأمطار تجلب بقايا الغابات وغيرها من الموارد الطبيعية التي يتغذى عليها السردين.
ومن خلال جولة قادتنا لبعض مسمكات وسط المدينة، أمس، لاحظنا تواصل اصطياد التونة الحمراء العملاقة، رغم انتهاء فترة تواجدها بالمياه الإقليمية والدولية لعودتها إلى المياه الباردة في الدول الإسكندنافية، فهي تتكاثر في سواحل البحر الأبيض المتوسط في فصل الربيع ويشرع في صيدها بداية شهر جوان، حينما تدخل بقوة ويُفتتح موسم صيدها ما بين 20 جوان إلى غاية نهاية جويلية، وتعتبر عنابة ممرا إستراتيجيا لسمك التونة باتجاه خليج سرت بليبيا أين تضع بيوضها هناك ثم تعود مرة أخرى إلى الجزائر.
وقد شهدت موانئ الصيد بالواجهة البحرية الشرقية بسكيكدة، عنابة، والطارف، هذه السنة، إنزالا لسمك التونة الحمراء العملاقة التي يتراوح وزنها ما بين 250 و 350 كلغ، حيث سوقت محليا بالمسمكات والمساحات التجارية، ونظرا للوفرة بيعت على شكل شرائح قبالة الشواطئ والأحياء الشعبية، من قبل صغار الصيادين والناشطين في مجال بيع السمك ونزل سعرها إلى 1200 دج للكيلوغرام.
ويتم صيد سمك التونة الحمراء بالسواحل الشرقية، خارج الحصة التي تمنحها اللجنة الدولية للحفاظ على أسماك التونة في المحيط الأطلسي لسنة 2024، إلى 2046 طنا وتُصطاد محليا بطرق تقليدية لا تعتمد على مطاردة الأسراب الكبيرة المتنقلة، حيث يتم العثور عليها أثناء تنقلها، أو بعض الأعداد المحدودة التي تبقى بالسواحل وتنفصل عن الأسراب الكبيرة.
حسين دريدح
