استفاد المسجد العتيق الواقع بحي الأعشاش في قلب مدينة الوادي، مؤخرا، من غلاف مالي قدره 16 مليار سنتيم، لترميمه بهدف الحفاظ على طابعه العمراني والهندسي القديم.
وقالت مديرية التعمير والبناء بالوادي في العرض التقني الخاص بمشروع عملية ترميم المسجد الذي أسسه الشيخ سيدي المسعود الشابي حوالي عام 1600، أنه تم تخصيص 16 مليار سنتيم للمشروع وأنه سيمر بـ 10 مراحل، منها الأعمال التحضيرية المتعلقة برفع كل النفايات الهامدة وتهيئة مداخل المشروع بما تفرضه إجراءات السلامة، نظرا لموقع المسجد الذي يتوسط أزقة، ونزع كافة التجهيزات والشبكات من داخل وخارج المسجد، بالإضافة إلى القيام بأعمال دعم وإسناد للهيكل داخليا وخارجيا.
وتقوم المؤسسة المكلفة بعملية الترميم، بأشغال تقوية الأساسات بالخرسانة المسلحة وإعادة عمليات التلبيس باستعمال الجبس، مع الاستعانة بالحجارة المحلية الصلبة المعروفة باسم «اللوس» وشبكة من الألياف الزجاجية قبل الطبقة الأخيرة من الجبس، للحصول على أكبر قدر ممكن من تماسك للجبس القديم مع الجديد، مع تقوية الأعمدة والهيكل العلوي المتأثرة بالرطوبة، بقضبان معدنية وشبكة الألياف الزجاجية. وتختتم عملية الترميم التي ستستغرق حوالي 12 شهرا، بخياطة وترميم التشققات العميقة المتواجدة على الجدران الجبسية واستعادة طابعها التقليدي من حيث عمليات التلبيس للجدران، القباب والأقواس، مع إنجاز كافة الشبكات بشكل مخفي لا يشوه المظهر الخارجي والداخلي لهيكل المسجد العتيق.
وأشارت المصالح ذاتها، إلى أن تقرير عملية تشخيص لوضعية مسجد سيدي مسعود الشابي، الذي أسسه حوالي عام 1600 واستفاد من عديد عمليات التجديد، آخرها سنة 1930، خلص لتسجيل عديد الأضرار التقنية التي تتعلق بمشكل المياه والرطوبة المتغلغلة داخل التربة والتي أثرت بشكل سلبي على أساساته وجدرانه، مع ظهور تشققات على هيكله الداخلي والخارجي.
يذكر أن والي ولاية الوادي «السعيد أخروف»، قام قبل أيام، بمعاينة انطلاق أشغال الترميم المسجد العتيق، حيث أكد ضرورة إتقانها، محافظة على طابعه المعماري مثمنا قرار رفع التجميد الذي استفاد منه هذا المسجد التاريخي. منصر البشير