شرعت السلطات المحلية بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، في حملة واسعة للقضاء على التجارة الفوضوية التي لطالما عرفتها المدينة، و تأتي العملية استجابة لمخرجات اجتماع الوالي الأخير مع ممثلي مختلف القطاعات الإدارية، وكذا تلبية لمطالب المواطنين في القضاء على الظواهر السلبية و تحسين المظهر الحضري وإعادة الاعتبار إلى هذا القطب العمراني الكبير، فيما تبحث البلدية عن أرضيات لاستيعاب الباعة العشوائيين.
وتشهد شوارع وأزقة مدينة علي منجلي في الأيام الأخيرة، تراجعا ملحوظا في عدد الباعة الفوضوين، حيث انطلقت الحملة منذ اليوم الأول للدخول المدرسي بإزالة السوق الواقع وسط الوحدات الجوارية 13 و 15 و 14، إذ تم للقضاء على الطاولات العشوائية التي كانت تشوه منظر المدينة وتعرقل حركة المرور، وقد شارك في هذه الحملة، إلى جانب قوات الأمن، وعمال النظافة، المؤسسات البلدية والمنتخبون و بإشراف من الوالية المنتدبة، وذلك بهدف ضمان نجاحها وتطهير المدينة من هذه الظاهرة.
وفي تصريح له، خلال اجتماع بمسؤولي المقاطعة الإدارية، أكد والي قسنطينة على ضرورة القضاء التام على التجارة الفوضوية، مشددا على أهمية احترام القانون وعدم التهاون مع أي مخالف، كما أشار إلى أن هذه الحملة تأتي في إطار سلسلة من الإجراءات الرامية إلى تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين وإعادة الاعتبار إلى مدينة علي منجل، لكنه طالب السلطات المحلية بإيجاد أماكن نظامية ومهيئة لاستيعاب الباعة شريطة احترامهم لشروط النظافة، وتفادي السلوكات السلبية .
وأكد المندوب البلدي، عزيز بشيري، بأن البلدية تؤكد التزامها الكامل بدعم هذه الحملة، مشيرا إلى أنها قد اتخذت مجموعة من الإجراءات الموازية، من بينها العمل بالتنسيق مع المدراء التنيفيذين المنتدبين على إيجاد أماكن للباعة تكون مناسبة لممارسة التجارة وتنظيم حملات توعية بأهمية الحفاظ على النظافة العامة، مؤكدا أن علي منجلي ستعرف تحسنا كبيرا في هذا الأمر، كما أضاف أن حملة القضاء النهائي على التجارة الفوضوية في علي منجلي تمثل خطوة مهمة في مسار تطوير هذه المدينة التجارية ، و ذكر بأن النجاح الحقيقي لهذه الحملة يتوقف على استمرارية الجهود وكذا تضافر جهود الجميع.
وتواصل بلدية علي منجلي بالتنسيق مع شرطة العمران ، وفق المتحدث تطهير الأحياء من التشوهات العمرانية، حيث عرفت، مثلما أكد، العديد من الأحياء بالوحدة الجوارية 20 وتوسعتها، تحولات ملحوظة، فقد قامت فرق مشتركة بإزالة التوسعات العشوائية بالطوابق السفلى من العمارات وعلى واجهات المحلات التجارية وقد تم استهداف هذه التوسعات التي كانت تشوه المظهر العام للمدينة، وتسبب إزعاجا حتى للسكان إذ كانت تستغل كمأوى للكلاب وتربية الحيوانات، كما كان يستغلها البعض حتى في أنشطة حرة على غرار الحدادة والنجارة.
وأكد ذات المصدر، أن هذه الحملة تأتي تنفيذا لقرارات سابقة أصدرتها السلطات الولائية قبل عامين، حيث أن الهدف تطبيق القانون والقضاء عليها في مختلف المواقع والأحياء، كما أشار إلى أن هذه الحملة ستشمل جميع المواقع التجارية بالمدينة، ولن تستثني أي مخالفة مهما كان حجمها، كما دعت البلدية التجار إلى احترام القوانين، وعدم التوسع على حساب أي فضاء عام، إذ أن أي مخالفة ستعرض صاحبها إلى العقاب القانوني.
وقد عبر سكان المدينة عن ارتياحهم لهذه الحملة، مؤكدين أنها خطوة مهمة في طريق تحسين المظهر الحضري للمدينة واستعادة رونقها كما طالبوا بمزيد من المجهودات من السلطات المحلية وشرطة العمران في مكافحة البناء العشوائي، حيث اشتكى سكان من الوحدة الجوارية 16 و 6 من مشكلة توسع المحلات أسفل العمارات واعتداء أصحاب المحلات على الأرصفة من خلال عرض سلعهم ووضع المشاوي وأفران الحلويات والبيتزا بالطريق العام، مؤكدين على ضرورة إلزامهم باحترام القوانين التجارية والعمرانية.
وقد تحولت مشاهد الفوضى بعلي منجلي إلى جزء من المشهد العام اليومي، رغم الحملات التي قامت بها السلطات في السنوات الأخيرة، لكن توسعها على نطاق كبير وعبر مختلف الوحدات الجوارية جعل من القضاء عليها دفعة واحدة أمرا صعبا، إذ انطلقت مختلف الحملات منذ أزيد من عامين وما تزال متواصلة إلى اليوم.
لقمان/ق
