أفاد رئيس بلدية عنابة، عبد الكريم كلايعية، أمس، بأن مقترح غلق شارع ابن خلدون أمام حركة سير المركبات وتخصيصه حصريا للراجلين، مازال قيد الدراسة والتباحث مع مختلف المتداخلين، ليكون قرارا جماعيا يخدم سكان وزوار المدينة ويعطي إضافة للمنطقة التي تعتبر فضاء استقطاب هائل للتسوق ومقصدا للآلاف يوميا وحتى من مختلف الولايات المجاورة.
وأضاف «المير» في رده على مراسلات عدة للمجتمع المدني حول الموضوع، منها حزب جبهة العدالة والتنمية بعنابة، أن بلدية عنابة منفتحة على المقترحات والحلول والأفكار الإيجابية المُقدمة، التي تساعد في تسيير شؤون البلدية والتكفل الأنجع باهتمامات الساكنة، معتبرا فكرة تخصيص شارع ابن خلدون، يعد مشروعا يستوجب إشراك كل الفاعلين والمتدخلين وكذا منتخبين ومجتمع مدني وممثلي التجار.
وأشار المتحدث، إلى إمكانية إجراء عملية لسبر آراء الساكنة، بهدف بلورة فكرة تجسيد المشروع الذي يخضع - حسبه- للآلية القانونية المعمول بها والمتمثلة في طرحه على لجنة النقل والمرور للبلدية، المخولة قانونا للبث في مثل هكذا مسائل، لاسيما وأن تشكيلتها تضم ممثلين عن مختلف القطاعات.
ويمتد شارع ابن خلدون، من محور دوران الحطاب إلى غاية ساحة الثورة والذي يأخذ مسارا مستقيما وبمساحة واسعة يستوعب عددا كبيرا من المارة والزوار، يضم عددا كبيرا من المحال التجارية المتخصصة في بيع القماش والألبسة الجاهزة وتجهيزات الأعراس وملابس الأطفال والمجوهرات وغيرها من المنتجات التي تهم فئة النساء، حيث يعرف هذا الشارع التجاري يوميا حركية لا تتوقف، يقصدونه من مختلف الولايات وحتى الأشقاء التونسيين، للتسوق، فيما يتفادى مستعملو السيارات استخدام هذا الشارع، بسبب الازدحام الذي يعرفه، خاصة في المناسبات التي تسبق الأعياد الدينية، ما يؤدي إلى غلقه بشكل كامل.
وأكدت المراسلات التي وجهت لرئيس البلدية، ضرورة التفكير المعمق والدراسة قبل الإقدام على غلق الشارع أمام حركة السير للمركبات، كونه شارعا حساسا يقع في لقب المدينة، حيث يمكن تطبيقها في المدن التي لا تعاني من اختناق في حركة المرور ولا تتأثر بغلق شارع هام وتخصيصه للراجلين ودعا المهتمين بهذا الموضوع، للقيام بعمليات استباقية للتخفيف من الضغط المروري الحاصل في وسط المدينة، حتى لا تكون مصدرا لزيادة تأزيم الوضع المروري الذي تعيشه المدينة.
في المقابل، يشير مؤيدو هذا المقترح، إلى أن هذه الفكرة ممكنة، حيث تستخدم في تهيئة وتسيير المدن ويتم العمل بها في عديد الولايات داخل الوطن وحتى في مدن أخرى عبر العالم.
وفي سياق متصل، يعد تجسيد مشروع الترامواي، الحل الأنسب للتخفيف من أزمة الاختناق المروري التي تعاني منها مدينة عنابة، حيث عاد الحديث حول هذا المشروع، مؤخرا، من خلال تحيين مصالح الولاية لمسار مرور الترامواي وتقليص دورته للعبور حول نقاط إستراتيجية من شأنها أن توفر النقل للمواطنين باتجاه الأحياء المكتظة، على غرار السهل الغربي وكذا بلدية البوني، وصولا إلى القطب الجامعي والصحي الذي يضم مستشفى الاستعجالات والمشروع المرتقب للمستشفى الجامعي الجديد.
حيث يترقب سكان الولاية هذا المشروع الحيوي كوسيلة نقل عصرية، للتخفيف من أزمة النقل والاختناق التي لم يجد لها حلا، رغم الجهود المبذولة في قطاع النقل وإنجاز البنية التحتية، من جسور ومُحولات وفتح طرقات ومسالك جديدة، مع التحيين المستمر لمخطط النقل.
حسين دريدح
