قال وزير السياحة و الصناعة التقليدية، ديدوش مختار نهاية الأسبوع من قالمة، بأن الاستثمار في السياحة الحموية يكتسي أهمية بالغة، سواء في ما يتعلق باستقطاب السياح أو في مجال الصحة و إنشاء الثروة و مناصب العمل.
و أضاف الوزير بأن قطاعه يشجع الاستثمار في المجال الحموي و يدعمه، معتبرا ذلك إستراتيجية وطنية ينبغي المضي فيها لتحقيق الأهداف المسطرة، و استغلال الإمكانات التي تزخر بها الجزائر التي تمتلك قدرات حموية هائلة تسمح لها باستقطاب السائح المحلي و الأجنبي.
و بخصوص العجز المسجل في مجال الهياكل السياحية، قال المتحدث بأنه يشجع الإقامة لدى الساكن، و أن قطاعه يعمل على إعداد نص قانوني ينظم تأجير المساكن الخاصة للسياح وفق شروط محددة تحفظ حقوق الجميع، و تسهم في إنعاش السياحة و التخفيف من العجز المسجل في مجال الإيواء عبر مختلف ولايات الوطن، و خاصة ذات الطابع السياحي.
و قد قام وزير السياحة و الصناعة التقليدية ديدوش مختار بزيارة عمل و تفقد لولاية قالمة عاين خلالها عدة مرافق هامة، منها القديمة و الجديدة، ببلديتي حمام دباغ و قالمة، أين تجري عمليات إنجاز و توسيع و تطوير عدة هياكل داعمة لهذا القطاع الحيوي، الذي تعول عليه ولاية قالمة لتحريك التنمية المحلية و إنشاء الثروة و مناصب العمل.
بداية الزيارة كانت من المركب السياحي الحموي الشلالة بمدينة حمام دباغ السياحية، أين أطلع الوزير و الوفد المرافق له على سير العمل بهذا المركب العريق الذي يعد القلب النابض للسياحة الحموية بشرق البلاد.
و تجول الوزير عبر مختلف الأقسام و الأجنحة بما فيها جناح العلاج بالمياه الساخنة و إعادة التأهيل، و هو أهم قسم بهذه المؤسسة الحموية العمومية التي تستقطب آلاف السياح من داخل الوطن و من الخارج، و خاصة هؤلاء الباحثين عن العلاج و الاستجمام و النقاهة.
و عرف المركب الذي أنجز قبل 48 عاما، عمليات تطوير شاملة مست الفندق و البناغل و المساحات الخضراء، و فضاءات التسلية و قسم العلاج، و الحمامات و مواقف السيارات و المطاعم و المقاهي.
و استمع الوزير إلى عرض مفصل لمشروع بناء فندق جديد من 4 نجوم على المساحة الشاغرة داخل مركب حمام الشلالة، يتكون من 320 غرفة و مرافق حموية بينها مسبح و قسم للتأهيل الرياضي.
و قال المشرفون على المشروع بأن المرفق الحموي الجديد سيكون بلا شك قبلة للفرق الرياضية الوطنية لإجراء التربصات و الاستعداد الجيد للمنافسات الوطنية و الدولية.
و بمدينة حمام دباغ أيضا، قام الوزير بزيارة معلم الشلال الشهير قادته إلى ساحة لعرض الصناعات التقليدية، و المنابع الحارة و أروقة التجوال.
و قدم المشرفون على قطاع السياحة بقالمة عرضا تقنيا حول مشروع تطوير محمية العرائس الأسطورية، الواقعة وسط مدينة حمام دباغ، حيث يتوقع بناء أكشاك و دورات مياه و نظام للإنارة و منصات ألعاب للأطفال، و معابر على المجاري الساخنة و سياج للحماية.
و يتوقع المشرفون على المشروع فوائد سياحية و اقتصادية، و حماية أكثر لهذا الفضاء الطبيعي المفتوح الذي اكتسب شهرة لدى السائح الجزائري و الأجنبي.
و قال وزير السياحة ديدوش مختار بأن تمويل المشروع سوف لن يكون في ميزانية القطاع لسنة 2025 لكنه سيبحث مع السلطات الولائية بدائل أخرى ممكنة لتمويل الدراسة، في انتظار الاعتمادات المالية الكافية لإنجاز مشروع التطوير الذي يكلف نحو 116 مليون دينار.
المحطة الأخيرة من زيارة المدينة السياحية حمام دباغ، كانت القرية السياحية الإخوة بن مساهل بمنطقة الباردة الواقعة بالضاحية الشرقية للمدينة، و طاف الوزير بجناح البناغل و الحمامات و فضاء المسابح و التسلية، و هذه المرافق كلها دخلت الخدمة منذ عدة أشهر، في حين توشك الأشغال على الانتهاء بالفندق الذي يتوسط القرية السياحية التي تعد مكسبا هاما للمنطقة و قطاع السياحة الحموية بالجزائر.
و بمدينة قالمة زار الوزير و الوفد المرافق له فندقا من 3 نجوم لمستثمر خاص، كان قد دخل الخدمة في وقت سابق، و سمح بالتخفيف من العجز في الإيواء بمدينة قالمة التي يقصدها السياح من داخل و خارج الوطن لزيارة معالمها التاريخية و الأثرية ذات القيمة الكبيرة. و في آخر محطة له بعد المسرح الروماني العريق، دشن الوزير التوسعة الجديدة لفندق مرمورة الذي صار فندقا من 4 نجوم بعد مشروع للتطوير و العصرنة. و قد سلم ديدوش مختار بطاقات حرفية إلكترونية في إطار جهود رقمنة القطاع، و رخصتين للإقامة لدى الساكن، و تابع عرضا للتطبيقة الإلكترونية «visit Guelma»، و هي بوابة رقمية تسمح للسياح الجزائريين و الأجانب بإجراء زيارة افتراضية، و الاطلاع على الإمكانات السياحية بولاية قالمة، من منتجعات حموية و فنادق و معالم تاريخية و أثرية، و مسارات سياحية جديرة بالزيارة و البحث و الاستكشاف.
و تجدر الإشارة بأن ما لا يقل عن 450 ألف سائح جزائري قد زار معلم الشلال الشهير بمدينة حمام دباغ بقالمة السنة الماضية، بينما تجاوز عدد السياح الأجانب خلال نفس السنة 3600 سائح من جميع أنحاء العالم.
فريد.غ