قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أمس، بتسليط عقوبة 15 سنة سجنا نافذا، في حق مغترب بإيطاليا، عثر بحوزته على كيس يحتوي على مخدرات صلبة «كوكايين»، أثناء تفتيشه من قبل مصالح الجمارك بمطار رابح بيطاط، قادما من مدينة مرسيليا الفرنسية.
والتمس ممثل الحق العام في حق المتهم عقوبة المؤبد، عن جناية حيازة والتخزين وتسليم ونقل المخدرات في إطار جماعة إجرامية منظمة وجناية استيراد مخدرات بطريقة غير شرعية وجنحة استيراد بضاعة محظورة حظرا مطلقا وجنحة تبييض الأموال.
وتعود وقائع القضية، حسب ما دار في جلسة المحاكمة، إلى تاريخ 28 جانفي 2024، عندما وردت معلومات لمصالح الأمن، مفادها عزم المسمى (ب.ش 41 سنة)، تمرير كمية من مادة الكوكايين وبوصوله إلى التراب الجزائري بمطار رابح بيطاط قادما من مرسيليا وبعد التنسيق مع فرقة شرطة الحدود، تم توقيفه وضبط بحوزته 3 رزم مغلفة بمادة بلاستيكية ملفوفة بشريط لاصق شفاف، تحتوى على مادة بيضاء بوزن 343 غراما وبإجراء الكشف الأولي، تبين احتواؤها على مادة الكوكايين. وقد تم تحويل المتهم لفرقة مكافحة المخدرات بأمن ولاية عنابة، حيث تبين بعد وزن الكمية بدقة أنها كوكايين، كما عثر بحوزته على مبلغ بالعملة الصعبة يقدر بـ 3100 أورو وحقيبة ملابس.
ولدى استجواب المتهم في كامل مراحل التحقيق وأمام رئيس محكمة الجنايات، صرح بأنه مقيم بطريقة شرعية في مدينة كاريستا الإيطالية بالقرب من مدينة نابولي وقد هاجر منذ 17 سنة وعن مصدر الكوكايين، صرح بأنه تحصل عليها من المدعو (ل.ف)، الذي تعرف عليه منذ مدة وهو مقيم في مدينة مرسيليا الفرنسية، تواصل معه عبر الفايسبوك والتقى به بمطار مرسيليا، بعد أن دفع له ثمن تذكرة الطيران من إيطاليا وسلمه كيس الكوكايين واتفق معه على أنه وعند وصوله إلى مدينة عنابة، سيرسل له دعوة عبر الفايسبوك، بغرض توجيهه للشخص الذي سيستلم منه الكوكايين.
وعن سبب قبوله المخاطرة لتمرير الكوكايين عبر رحلة جوية من فرنسا إلى الجزائر، أضاف أن الدافع هو تكفل من سلمه الكوكايين بمصاريف علاج والدته المريضة، معترفا بالخطأ الذي ارتكبه وأنه وقع ضحية استغلال من قبل شبكة المتاجرة بالكوكايين، منكرا قيامه بعمليات مماثلة في نقل المخدرات من أوروبا إلى الجزائر.
وحسب ما جاء في ملف القضية، فقد كشفت التحقيقات أن المسمى (ل.ف) معروف لدى مصالح الأمن، كممون بمادة الكوكايين انطلاقا من أوروبا، حيث صدر في حقه أمر بالقبض الدولي.
وبالرجوع لنظام النقل الالكتروني الدولي، تبين أن المتهم (ب.ش) لديه العديد من التنقلات، غالبيتها في الأشهر الأخيرة عبر المنطقة الحدودية البرية لأم الطبول.
وفي هذا الشأن صرح بأنه يعيش ظروفا اجتماعية صعبة، جعلته يتنقل باستمرار إلى الجزائر في ظل مرض والدته، حيث كان يعمل كحمال بسوق الجملة للخضر والفواكه بإيطاليا وبسبب حالة والدته المريضة بالكلى والضغوط الاجتماعية، رضخ لبعض المبتزين رغبة في الحصول على مبلغ لمساعدتها وقام بإحضار كمية المخدرات الصلبة (كوكايين) مقابل مساعدته في علاج والدته وهو المبرر الذي رفضته هيئة المحكمة، معتبرة ذلك ليس حجة للقيام بهذا الفعل الخطير. ح.د