تقترب أشغال إنجاز 3 جسور على الانتهاء، لمد وعبور القناة الرئيسية لتزويد عنابة بالمياه الشروب، انطلاقا من محطة التحلية بكدية الدراوش في ولاية الطارف ويتعلق الأمر بجسرين حديديين أنجزا فوق مجرى واد البطاح، ضمن الحدود الفاصلة بين بلديتي الشط والبوني، بالإضافة إلى جسر إسمنتي يعبر فوق واد سيبوس.
وكانت أشغال إنجاز الجسور لعبور قنوات الجلب 1500 ملم، محل معاينة من قبل والي عنابة، عبد القادر جلاوي، أمس، بعد الاطلاع على سير أشغال محطة تحلية مياه البحر، في زيارة مشتركة مع والي ولاية الطارف، حيث توقف جلاوي، لتفقد أشغال مد القنوات ومعاينة الجسور الجاري انجازها، حيث أعطى تعليمات بضرورة إرجاع واد سيبوس إلى حالته الأصلية بعد الانتهاء من الأشغال.
وحسب مديرة الري لولاية عنابة، بريكي جميلة، فقد بلغت نسبة أشغال الشطر الأول، ضمن مشروع جلب المياه المحلاة من محطة تحلية مياه البحر بكدية الدراوش في ولاية الطارف، إلى الخزانات ذات سعة 20 ألف متر مكعب بمحطة الشعيبة في عنابة، نسبة 90 بالمائة وأكدت أن الشطر الأول، سيسمح بتغطية عدد معتبر من بلديات الولاية، منها عنابة، سرايدي، البوني، المدينة الجديدة بن مصطفى بن عودة سيدي عمار، الحجار، بنسبة تموين تقدر بـ 84 بالمائة من الساكنة.
وأضافت بريكي، أن أشغال مشروع خط جر المياه من محطة تحلية مياه البحر، إلى غاية ولاية عنابة، تسير بوتيرة متسارعة، حيث ستسلم قبل نهاية العام الجاري وتعمل شركة الإنجاز كوسيدار العمومية، بنظام المناوبة، بهدف إتمام مشروع القناة في الآجال التعاقدية، حيث يبلغ طول القناة 45 كلم وبقطر 1.5 متر وبتكلفة مالية تقدر بـ 462 مليار سنتيم، في حين تجري حاليا عملية إتمام تلحيم وإنزال الأنابيب في الخنادق التي تم حفرها على طول الشريط الساحلي، حيث سهلت الطبيعة الرملية تسريع عملية الإنجاز ومد القنوات ووفرت شركة «توسيالي» لصناعة الحديد والصلب بوهران، الأنابيب الحلزونية، تلبية لاحتياجات المشروع. كما انتهت أشغال قنوات جر المياه داخل تراب ولاية عنابة في بعض المقاطع، منها مشروع وضع قنوات الجر بسيدي عمار، حيث بلغت نسبة تقدم الأشغال بها 100 بالمائة.
ووفقا للمصدر، فإن الشطر الثاني للمشروع، يضمن انجاز 10 خزانات ذو سعة إجمالية قدرها 158 ألف متر مكعب، مع 4 محطات ضخ، منها محطة كبرى على مستوى بلدية سيدي عمار و167 كلم من القنوات بمختلف الأقطار، ذات 1300 ملم إلى 90 ملم، حيث انطلقت الأشغال بجميع ورشات هذا الشطر شهر ماي الماضي، بنسب تقدم مختلفة، بآجال إنجاز تتراوح ما بين 9 إلى 14 شهرا، هذه الأشغال، حسب المصدر، تسمح بتزويد التجمعات سكانية بكل من بلديات واد العنب مركز، برحال، تريعات، شطايبي، عين الباردة، الشرفة والعلمة.
وخلال الزيارة، أكد الوالي، جلاوي، أنه ستتم متابعة أشغال الشطر الثاني بصفة منتظمة، حيث يسجل تقدم في الأشغال وفقا للرزنامة التي تم ضبطها، حيث فاقت 50 بالمائة ومن المنتظر استلام هذا الشطر شهر جوان 2025.
كما يجري إنجاز خزان مائي بسعة 10.000 م مكعب، سترفع من حصة تزويد منطقتي عين جبارة والقنطرة بالمياه الشروب، خاصة مع عمليات إعادة الإسكان الكبيرة التي عرفتها المنطقة في السنوات الأخيرة، بترحيل آلاف السكان، حيث يجري العمل على ضمان تزويدهم بالمياه الصالحة للشرب.
وتنتظر مصالح ولاية عنابة وكذا الساكنة، إتمام مشروع إنجاز محطة تحلية مياه البحر وربطها بالشبكة والخزانات انطلاقا من الدراوش بولاية الطارف، لإنهاء الأزمة الخانقة التي تعرفها الولاية، خاصة في هذه الفترة.
ويرتقب انتهاء الأشغال شهر ديسمبر المقبل، مع استلام عتاد التشغيل في الفترة الأخيرة عبر شحنات جوية وبحرية، حسب ما كشفه مجمع سوناطراك المشرف على إنجاز مختلف محطات تحلية مياه البحر عبر الوطن.
حسين دريدح