حلت بولاية قالمة، لجنة من الديوان الوطني للتطهير و المديرية العامة لهيئة تطوير الزراعات الإستراتيجية، لدراسة الخيارات المتاحة لاستعمال المياه العادمة في سقي المحاصيل الزراعية و مواجهة الإجهاد المائي الذي تعرفه المنطقة في السنوات الأخيرة.
و قالت والية قالمة في بيان لها عقب الزيارة التي جرت نهاية الأسبوع الماضي، بأن اللجنة زارت محطة تصفية المياه العادمة، للاطلاع على نظام الإنتاج و تقنيات المعالجة، استعدادا لإطلاق مشروع يربط المحطة بالحقول الزراعية الواسعة بسهل سيبوس، المصدر الرئيسي لإنتاج المحاصيل الغذائية بولاية قالمة.
و تعد المزارع النموذجية، التي تحولت الى وحدات اقتصادية للإنتاج الفلاحي، المستهدف الأول بمشروع المياه العادمة، حيث زارت اللجنة هذه الأقطاب الزراعية الهامة، و اطلعت على الاستعدادات الجارية لاستقبال نظام السقي بالمياه التي تنتجها المحطة بعد نهاية مشروع التطوير الجاري منذ عدة أشهر.
و قد أكدت والية قالمة، حرصها على تنفيذ أشغال التهيئة و التطوير بالمحطة ضمن الآجال المحددة لضمان استرجاع كميات معتبرة من المياه، و إعادة استعمالها في مجال السقي الفلاحي و تنفيذ مشروع رئيس الجمهورية الذي يهدف الى إعادة استعمال 60 بالمائة من المياه المستعملة المصفاة سنويا في المجالين الفلاحي و الصناعي بالجزائر.
و قد أنجزت محطة عملاقة لتصفية المياه العادمة، التي تنتجها مدينة قالمة، قبل 20 عاما في إطار مشروع لخفض نسبة التلوث بمجرى نهر سيبوس، المغذي الرئيسي لمحيط السقي قالمة بوشقوف، المتربع على مساحة تقارب 10 آلاف هكتار، تعد من أجود الأراضي الزراعية بشرق البلاد، و منذ بداية عمل المحطة تعافت مياه سيبوس، و أصبح بالإمكان زراعة بعض المحاصيل الغذائية ذات المقاومة الضعيفة تجاه الملوثات الصناعية العضوية، لكن حجم التحديات بقي يتزايد بين سنة و أخرى، بعد جفاف مجرى سيبوس متأثرا بنقص كبير في كميات التساقط بالمنطقة، و عاودت نسبة التلوث الارتفاع من جديد، و بات من الضروري تطوير المحطة و تجهيزها بتقنيات جديدة كي تنتج مياها صالحة لسقي المحاصيل الزراعية الهشة كالخضر و الفواكه، ذات التأثر السريع بالملوثات المتحللة في المياه العادمة، بينها معادن ثقيلة ذات مخاطر كبيرة على الصحة و البيئة.
و تنتج المحطة نحو 32 ألف متر مكعب من المياه المعالجة في اليوم الواحد، و في السنة يتجاوز الإنتاج 11 مليون متر مكعب و هو ما يمثل ثلث ما يحتاجه قطاع الزراعة بقالمة في الموسم الواحد.
و عندما تنفرد المزارع النموذجية بهذه الكمية الضخمة، فإنها ستخرج من دائرة الإجهاد المائي خلال السنوات القادمة.
و كان مدير المزرعة النموذجية ريشي عبد المجيد بقالمة، قد صرح للنصر في وقت سابق بأن كل الآمال معلقة على مشروع الربط بمحطة تصفية المياه العادمة لمدينة قالمة، مؤكدا بأن الطاقة المائية صارت التحدي الأكبر الذي يواجه إنتاج المحاصيل الزراعية الغذائية بالمنطقة. فريد.غ