سجلت أسعار الحمضيات انخفاضا كبيرا في الأسواق، خاصة بالولايات الشرقية التي تشتهر بغرس هذه الفاكهة، منها عنابة التي تعد من أهم الولايات المنتجة للحمضيات، حيث يتراوح سعر الكيلوغرام في أسواق التجزئة ما بين 80 و 120 دج لصنف المندرين ومرشحة للنزول أكثر مع ذروة الإنتاج شهر جانفي ودخول أنواع أخرى منها «الطومصو».
وحسب ما سجلته النصر بالأسواق، فإنه ورغم ارتفاع الطلب على استهلاك الحمضيات مع بداية فصل الشتاء، فإن الأسعار باقية في النزول نتيجة لغزارة الإنتاج يوما بعد يوم، حيث بدأ الجني مطلع شهر نوفمبر وبقي المحصول اليومي الذي ينزل أسواق الجملة والتجزئة في نسق تصاعدي، حيث تدخل آلاف القناطير يوميا وبجودة عالية واكتسحت المندرين مساحات عرض الفواكه وبأسعار منخفضة، جعلت المستهلك يقبل عليها هروبا من أسعار باقي أنواع الفواكه التي تتراوح أسعارها ما بين 350 و 800 دج، على غرار الموز، التفاح، الإيجاص، البلاكمين والدقلة.
وفي حديث للنصر مع عدد من المواطنين، عبروا عن اندهاشهم من الانخفاض الكبير لسعر الحمضيات التي تسجل كل سنة انخفاضا في السعر وهي فرصة، حسبهم، لاستهلاك كميات معتبرة، لتقوية مناعة الجسم والحماية ضد الزكام والأمراض الفصلية.
من جهته أوضح المستثمر الفلاحي والمهندس الزراعي، كمال بوالشرش، في تصريح للنصر، أمس، باعتباره من أكبر المنتجين للحمضيات بعنابة، أن الولاية تحصي دخول 1000 هكتار من الحمضيات مرحلة الإنتاج في السنوات الأخيرة، منها 400 هكتار في بلدية برحال، في انتظار دخول مساحات جديدة تم غرسها وأخرى في طريقها للغرس.
وأكد، بوالشرش، أن حجم إنتاج الحمضيات في زيادة عام بعد عام، حيث سجلت الوفرة هذه السنة بسبب التساقط المتقطع للأمطار في فصل الخريف وكذا زيادة عدد الآبار الارتوازية الموجهة للسقي، بعد التسهيلات التي قدمتها الدولة لحفر الآبار، بالإضافة إلى مرافقة المهندسين الزراعيين لصغار الفلاحية وكذا المستثمرين في إطار الشراكة.
وعن الأسعار، أشار المتحدث إلى أنها باقية في النزول مع زيادة حجم الإنتاج، ما يستدعي التوجه نحو الصناعات التحويلية، لإنتاج مُركزات عصير البرتقال ومشتقاته وكذا تصدير الفائض إلى الخارج.
كما أكد تجار للنصر، أن إنتاج الحمضيات هذا الموسم كان وفيرا مقارنة بالعام الماضي، ما أدى إلى خفض السعر وجعل أصحاب البساتين في ولايتي عنابة والطارف، يسارعون لتنزيل السعر أكثر خوفا من كساد إنتاجهم سريع التلف، خاصة وأنه لا يتحمل التخزين لمدة طويلة .
وفي سياق متصل، أكدت المصالح الفلاحية بعنابة، أن شعبة الحمضيات انتعشت بشكل كبير في ست سنوات الأخيرة، بعد إحياء هذا النشاط ضمن إستراتيجية الدولة للنهوض بالقطاع، حيث تم غرس مئات الهكتارات، في إطار تجديد الأشجار التي يعود أغلبها إلى العهد الاستعماري، حيث دخلت في مرحلة الشيخوخة، ما أدى إلى تقلص حجم إنتاج هذه الفاكهة الموسمية في السنوات الماضية وارتفاع سعرها في السوق.
وحسب التوقعات، فإنه ينتظر تسجيل أرقام مضاعفة من مختلف أنواع الحوامض برسم الموسم الفلاحي الجاري وحسب المؤشرات، فإن هذا الموسم يعد من أفضل المواسم من حيث الإنتاج مقارنة بمعدلات الإنتاج المسجلة في السنوات الماضية، بعد اقتحام كبار الصناعيين والمستثمرين المجال الزراعي والفلاحي ومراجعة الدولة لمخطط النجاعة الرامي إلى تأهيل الإنتاج وبعث مختلف أنواع المحاصيل، بدعم من الصندوق الوطني للاستثمار الفلاحي، من أجل تجديد أشجار الحوامض وتوسيع المساحة المستغلة، إضافة إلى تشجيع المستثمرين في النشاطات الفلاحية بمنطقة عنابة، على غرس واستغلال هذا النوع من الأشجار المثمرة، في إطار القوانين الجديدة التي أقرتها وزارة الفلاحة بصيغة الشراكة بين أصحاب الأرض والمستثمرين أصحاب الأموال.
وتتركز زراعة الحمضيات في ولاية عنابة، ببلديات برحال، البوني، الحجار، عين الباردة، واد العنب، العلمة، الشرفة، التريعات والمناطق الحدودية مع ولاية الطارف.
حسين دريدح
