صدّرت شركة الإسمنت ببلدية الماء الأبيض بولاية تبسة، التابعة للمجمع الصناعي لإسمنت الجزائر “جيكا”، 200 ألف طن من مادة «الكلنكر» خلال السنة الماضية نحو تونس، وهي مادة نصف مصنعة وجهت لفائدة متعامل أجنبي في تونس عن طريق شركة التوزيع لمواد البناء «سوديسماك جيكا».
وكشف رئيس مصلحة البيع بمصنع الإسمنت ناصر شوقي في تصريح للنصر، أن المؤسسة وبعد تسجيل فائض في الإنتاج، بحكم دخول مصانع وطنية جديدة في الإنتاج، وفي إطار سياسة البحث عن أسواق خارجية للمنتوج، تم الشروع في تصدير منتوج نصف مصنع «الكلنكر»، وستكون متبوعة بعمليات تصدير أخرى لا تتوقف لهذه المادة، بل سيتم تصدير مادة الإسمنت بمختلف أنواعه، متحدثا عن أهداف المؤسسة ضمن إطار الإستراتيجية المقبلة، لتنويع مصادر الدخل الوطني، والتخلص من التبعية لقطاع المحروقات، من خلال العمل على تصدير مختلف أنواع منتجات الإسمنت والحصى والرمل والخرسانة المصنّعة، نحو الأسواق العالمية، مضيفا أن المنتوج يتطابق مع المعايير الدولية المعمول بها، وأكد أن المؤسسة تعد مكسبا وطنيا هاما، وتحتل مكانة معتبرة على الصعيد المحلي والوطني، حيث عرفت تطورا خلال السنوات الخمس الأخيرة، وحقق الإنتاج زيادة معتبرة خلال السنة المنقضية، رغم ما عرفه في الأعوام الماضية، من تذبذب بسبب بعض الأعطاب التقنية، منها الخلل الذي تعرض له الفرن العملاق بوحدة الماء الأبيض سنة 2016، والذي تفوق درجة حرارته 1400 درجة مئوية.
وتمتلك الشركة مقالع متعددة لمختلف المواد الأولية، كمقالع الرمل والكلس والطين المتواجد بالقرب من مصنع الإسمنت، والتي تستغلها في إنتاج هذه المادة، كما أنها تمون باقي المصانع بالرمل، كمصنع حجار السود بسكيكدة وعين التوتة بولاية باتنة وسيقوس بأم البواقي. وأكد ذات المسؤول أن المؤسسة تقوم من حين لآخر بتنظيم أبواب مفتوحة حول نشاط المؤسسة الاقتصادية الصناعية الهامة، في إطار مرافقة الزبون والتقرب من المتعاملين الاقتصاديين، كما أطلقت “ميثاق الزبون”، الذي يتضمن التزامات المؤسسة نحوه، بتحسين الخدمات والرفع من جودة المنتوج، حتى تكون أكثر تنافسية وتحظى بالثقة، سواء تعلق الأمر بخصائص وأنواع المنتجات المصنعة في الشركة، الخرسانة الجاهزة للاستعمال، أو التسويق والخدمات المرافقة للمنتوج ما بعد البيع.
محدثنا أشار أيضا إلى أنه رغم النجاح الكبير الذي حققته شركة “جيكا” في إنتاج الإسمنت، وتوسيع شبكة علاقاتها مع المتعاملين الاقتصاديين، إلا أن هناك العديد من التحديات التي تواجهها في المستقبل، وفي مقدمتها تزايد المنافسة في السوق المحلي والعالمي، الأمر الذي دفع بالقائمين على الشركة إلى تحسين استراتيجياتها الإنتاجية وتسويقية لضمان الحفاظ على مكانتها الرائدة، معتبرا من جهة أخرى سوق البناء والمشروعات الكبرى في الجزائر، من بين الفرص الواعدة، التي يمكن أن تساهم بشكل كبير في زيادة إنتاج الشركة، كما أن التوسع في الأسواق الإفريقية من شأنه المساهمة في تعزيز صادرات الشركة. ع.نصيب