نجح مهندسو وتقنيو مركب سيدار الحجار بعنابة، نهاية الأسبوع، في تشغيل نظام جديد لوزن الفولاذ السائل وإنتاج القوالب وإنهاء الخسائر التي كان يتكبدها المركب والمقدرة بـ 35 مليون دينار سنويا، نتيجة لحدوث خلل ناتج عن تقدير غير دقيق لوزن الفولاذ السائل أثناء سيرورة إنتاج القوالب الفولاذية.
كما تمكنت الفرق التقنية بمركب فرتيال التابع لمجمع اسمدال، من تجديد وحدة الأمونياك في ظروف معقدة وبكوادر جزائرية 100 بالمائة، دون تسجيل حوادث.
وحسب ما كشفته خلية الاتصال بالمديرية العامة لمركب سيدار الحجار، فقد تمكن فريق من عمال وإطارات المركب، أول أمس الخميس، من تشغيل النظام الجديد لقياس الحديد، ما يُمكن من أداء دقيق وفعال في مراقبة الوزن.
وذكر المصدر، أن المركب كان يعاني من مشاكل تقنية، بسبب قدم أجهزة قياس الوزن الموجودة والتي تسببت في خسائر معتبرة سنويا، حيث اقترح مدير الوحدة، تركيب خلايا للتحميل ومقياس وزن جديد، بهدف إنهاء الخلل التقني غير المقبول.
ووفقا للمصدر، فقد تمت الاستفادة من الإمكانيات الداخلية للمؤسسة وتجنب اللجوء للمتعاملين الأجانب، حيث قامت كوادر الوحدة بتشكيل فريق عمل لدراسة المشروع تحت إشراف رئيس قسم الصيانة للمفولدة الكهربائية وبالتعاون مع إطارات وعمال الوحدة وبالتنسيق مع فريق قسم الصيانة والضبط الإلكتروني لدراسة جدوى المشروع.
وبعد إجراء دراسة شاملة والنتائج الإيجابية التي تم الحصول عليها، تم إعطاء الضوء الأخضر لبدء تنفيذ المشروع، حيث تم البدء بتجميع القطع الميكانيكية لبناء الهيكل الكبير لمقياس الوزن الجديد والكابلات الكهربائية والعرض الرقمي الضخم مع صندوق التحكم، مع استمرار التعاون المثمر مع فريق الصيانة والضبط الإلكتروني الذي شارك في جميع مراحل تركيب الميزان، بدء من بناء الهيكل، وصولا إلى توصيل الكابلات الكهربائية.
وفي سياق متصل، نجح مركب الحجار في رفع التحدي والقيام بعدة عمليات صيانة وتجديد في السنوات الأخيرة، دون اللجوء للشركات متعددة الجنسيات والتقنيين الأجانب، بسواعد جزائرية، ما وفر الوقت وأموال بالعملة الصعبة للمركب.
من جهته تمكن مركب فرتيال بعنابة، التابع لمجمعي أسمدال وسوناطراك، هو الآخر، من القيام بعمليات صيانة معقدة ونوعية أجريت على مستوى وحدة الأمونياك الإستراتيجية، نفذت بأيادٍ جزائرية 100 بالمائة، بخلاف ما كان يتم سابقًا بالاستعانة بشركات أجنبية وفي مدة قياسية لم تتجاوز 35 يومًا.
وحسب بيان لخلية الاتصال بمجمع اسمدال، صدر، أول أمس، فقد قام فريق العمل الجزائري بالتجديد الكامل للفرن الذي لم تمسه عملية الصيانة طيلة 22 سنة وقد شملت العملية استبدال الأنابيب الشاحنة للفرن، تتكون من 378 أنبوبا مليئا بوسيط تفاعل، يمتد فوقه أنبوب ناقل للغاز يزن 60 طنًا، بطول 30 مترا وارتفاع 40 مترا وتغيير 600 ألف لبنة، إضافة إلى استبدال 200 موقد داخلي وتغيير كلي للسقف. وحسب ذات المصدر، تنفيذ الأعمال بتقنيات متطورة ومدروسة، مع تحقيق سجل خال تماما من الحوادث طوال فترة الإنجاز ويؤكد مجمع أسمدال من خلال هذه المبادرة، التزامه بمواصلة تطوير بنيته الصناعية ودعم الخبرات الجزائرية في تحقيق مشاريع نوعية وإستراتيجية والتي تدخل في إطار جهود إعادة تأهيل وهيكلة وحدة الأمونياك التابعة لشركة “فرتيال”، بعد إعادة إدماجها مع مجمع أسمدال بنسبة 100 بالمائة.
ووضعت سوناطراك وفرعها أسمدال، الأولويات لتجديد العتاد والعصرنة والتطبيق الصارم لمعايير السلامة والبيئة ورفع مستوى الإنتاج بفروع أسمدال، عن طريق تحديث الأجهزة واستعمال التكنولوجيات الحديثة، بهدف تغطية الطلب المحلي على الأسمدة، ضمن برنامج سطرته الدولة لزراعة 2 مليون هكتار من الزراعات الإستراتيجية في الجنوب ومرافقة وزارة الفلاحة في جميع الشعب، بالإضافة إلى رفع حجم تصدير الأمونياك إلى الخارج وهو الذي يُحقق مداخيل معتبرة بالعملة الصعبة.
وتسعى اسمدال لإعادة تشغيل خطوط الإنتاج المتوقفة والقيام بعملية تجديد وصيانة شاملة بوحدتي فرتيال، لرفع إنتاج مختلف أنواع الأسمدة الآزوتية والفيطو صحية .
وفي سياق متصل، شرع مجمع سوناطراك، في إعادة هيكلة مجمع آسمدال، مباشرة بعد استرجاع كامل الأسهم من الشريك الاسباني «فيلار مير» شهر جوان الماضي، لتصبح فرتيال فرع سوناطراك، شركة جزائرية 100 بالمائة، بعد التوصل إلى تسوية ودية للخلاف الذي نشأ بينهما في عام 2018، بسبب رغبة مجموعة «فيلار مير» في بيع أسهمها في شركة فرتيال، ما أدى منذ مارس 2021، إلى اللجوء لإجراء تحكيمي بين الطرفين، صدر بشأنه حكم في جوان 2023.
وقد أسفر الحوار المستأنف بين مجموعة آسميدال ومجموعة فيلار مير، عن توقيع بروتوكول اتفاق تسوية ملزم والذي أدّى بتاريخ 12 جوان 2024، إلى إتمام عملية التنازل عن جميع الأسهم التي تمتلكها مجموعة فيلار مير في شركة فرتيال لصالح مجموعة أسميدال، ليتم بذلك وضْع حد نهائي للنزاع محل التحكيم الدولي.
حسين دريدح
