وقع والي تبسة، أحمد بلحداد، أمس، قرارا ولائيا بغلق أسواق الماشية، ابتداء من يوم الجمعة، لحماية الثروة الحيوانية التي باتت مهددة بعدة أمراض، بالنظر لتسجيل العديد من البؤر في الولايات المجاورة وصعوبة التحكم في حركة تنقل القطعان.
القرار المؤقت أعلن عنه الوالي أثناء مناقشة الوضعية الوبائية، في الدورة العادية الرابعة للمجلس الشعبي الولائي، التي انتهت فعالياتها، مساء الخميس الماضي، بعد استعراض مديرية المصالح الفلاحية، للوضعية الوبائية للأمراض الحيوانية بالولاية وكذا الإجراءات المقترحة لحماية هذه الثروة وفي هذا الصدد، ذكر تقرير مديرية الفلاحة، أن قرار الغلق المؤقت، من شأنه أن يساهم في الحد من تنقل العدوى.
ففي ما يخص الحمى القلاعية، سجلت المصالح ذاتها 37 بؤرة بولاية تبسة خلال عام 2024، نجم عنها إحصاء 993 حالة اشتباه بالنسبة للأغنام و97 في الماعز و35 إصابة بالنسبة للأبقار، مع نفوق 52 خروفا و7 جديان وتبقى الحصيلة مرشحة للارتفاع، بسبب عدم احترام المربين لشروط الحجز والتطهير والتنقل بين المستثمرات، كما أفضت التحقيقات إلى اكتشاف أن معظم الحالات الجديدة، تم اقتناؤها من أسواق الماشية بالشريعة والولايات المجاورة كالمسيلة والجلفة وأن أغلبها كان يعاني من التهابات على مستوى اللثة واللسان والفم وارتفاع في درجة الحرارة لدى الأبقار والأغنام وعن الإجراءات المتخذة، أكدت المديرية المعنية، أنها قامت في المرحلة الأولى بتلقيح 10 آلاف و900 رأس من البقر منتصف عام 2024، كما لُقحت 8 آلاف رأس في حملة ثانية وخاصة تلك الحيوانات القريبة من 18 بؤرة المسجلة بالولاية ومع قرار غلق الأسواق، استقرت الحالة الوبائية، لكن الداء عاد مجددا شهر نوفمبر الأخير وهو ما تطلب القيام بجهود مضاعفة، بما في ذلك أخذ عينات للتحليل في المخبر الجهوي بالطارف وجلب 11 ألف جرعة لقاح للتكفل بالحيوانات المصابة ومتابعة العملية إلى يومنا هذا. أما ثاني وباء مازال يهدد الثروة الحيوانية بالولاية، هو داء التهاب الجلد العقدي لدى الأبقار، إذ رغم تحسن الوضعية الوبائية واستقرارها في الأشهر الأخيرة، إلا أن حركة الماشية وظهور حالات بالمناطق المجاورة، من شأنه أن يعيد مشهد الصيف الماضي، حين حل هذا الداء غير المرغوب فيه وأدى إلى نفوق 50 رأسا من الأبقار وتسجيل 30 بؤرة و139 حالة إصابة وقد ساهم قرار غلق الأسواق حينها في وقف انتشار المرض، كما ساهمت الإجراءات الاحترازية في ذلك ومنها تلقيح 10 آلاف رأس من الأبقار في مرحلة أولى، ثم ذيلت بحملة تلقيح ثانية شهر نوفمبر.
أما ثالث الأمراض التي تهدد الصحة الحيوانية والإنسانية وهي داء الحمى المالطية (البريسيلوز)، حيث تواجه المصالح الفلاحية، صعوبة في التعرف على مصدر الحليب المباع يوميا، ناهيك عن عدم احترام المربين للإجراءات الصحية والوقائية وعدم إعلام المصالح البيطرية بدخول حيوانات جديدة مصابة وهو ما دفع اللجنة الولائية للأمراض المتنقلة عن طريق الحيوان، إلى تقييم الوضع الوبائي واقتراح غلق أسواق الماشية مؤقتا ومتابعة تنقل الماشية بين المستثمرات، بما يسمح بتحسن الوضع الوبائي وحماية الثورة الحيوانية التي تقارب مليون رأس، منها 700 ألف رأس من الأغنام والتي بدأت تتراجع في السنوات الأخيرة بسبب انحصار المراعي وغلاء الأعلاف والذبح العشوائي وغير المراقب وغيرها.
الجموعي ساكر