الاعتراضات تعطل فتح 212 كلم من المسالك الريفية
تواجه مشاريع فك العزلة، من خلال إنجاز المسالك الريفية و الغابية بإقليم ولاية برج بوعريريج، جملة من المشاكل و العراقيل التي حالت دون إتمام فتح 212 كيلومترا في عدة بلديات ،بسبب تأخر انطلاق الأشغال في أجالها المحددة أو توقفها نتيجة اعتراضات واجهت تلك المشاريع التنموية.
و لعل من أبرز هذه العراقيل حسب مصادرنا نقص و عدم كفاية إمكانيات المؤسسة الجزائرية للهندسة الريفية، التي أوكلت لها الأشغال في جميع المشاريع المتعلقة بفك العزلة عبر إقليم الولاية، بالإضافة إلى الاعتراضات على مواصلة الأشغال من قبل بعض ملاك الأراضي و المواطنين، رغم قيام مصالح الغابات بإجراء تصاريح المرور بالتنسيق مع رؤساء البلديات، و هنالك بعض حالات اعتراض المواطنين على مشاريع فتح المسالك الريفية بسبب عدم رضاهم على نوعية الأشغال و نوعية الحصى المستعمل في تغطية الطريق.
رئيسة لجنة الفلاحة و الري و الغابات بالمجلس الشعبي الولائي، أكدت أن ولاية برج بوعريريج استفادت خلال المخطط الخماسي الفارط من مبلغ مالي قدره 58 مليار سنتيم، تم تخصيصه لعمليات فك العزلة بالأرياف و المداشر و كذا لشق المسالك الفلاحية و الغابية، و ذلك لتسهيل عملية تنقل الأفراد بين القرى و لتسهيل تنقل عتاد الإطفاء و النجدة في حال تسجيل حرائق الغابات، و تسهيل تنقل الآليات و المركبات المستعملة في النشاط الفلاحي و الزراعي.
و سمحت هذه المشاريع بتسجيل عمليات لشق المسالك الفلاحية و الغابية بمسافة تقدر في مجملها بـ 865 كيلومتر تمس أغلب الدوائر الغابية و كذا المسالك الفلاحية نحو القرى و المداشر النائية، بما يسمح بفك العزلة عن 4100 عائلة، غير أن وتيرة الأشغال لا زالت تسير بتباطؤ أو لم تنطلق بعد منذ سنوات في عدد من المشاريع، و هو ما أخر من عملية إنجاز 212 كيلومتر من تلك المسالك.
تأخر إتمام المشاريع المتعلقة بفك العزلة اعترفت به مصالح الغابات في تقريرها المقدم أمام دورة المجلس الولائي مؤخرا، أين أشارت إلى إنجاز 653 كيلومتر من المسالك الفلاحية و الغابية، في حين لا تزال المسافة المتبقية في طور الإنجاز، كما لم تنطلق الأشغال على طول مسافة معتبرة لعدة أسباب منها، اصطدام المقاولة المنجزة باعتراضات المواطنين و أصحاب الأراضي على شق الطرقات داخل ممتلكاتهم بالإضافة إلى نقص التوعية بين المواطنين بسبب الغياب التام لمسهل المشروع على مستوى خلية التنشيط الريفي، ما أفرز تقصيرا في أداء الخلية المكلفة بذلك، حيث عادة ما يتم في مثل هذه المشاريع الإعلان عن عدم جدوى العملية و تطهيرها فيما بعد من مدونة الصفقة بالنسبة للمؤسسة.
من جانب آخر أشارت لجنة الفلاحة بالمجلس الولائي في تقريرها، إلى تأكيد المديرة التقنية للمؤسسة الجزائرية للهندسة الريفية بحضور رؤساء الوحدات المكلفين بالإنجاز على مستوى ولاية البرج، بعدم انطلاق بعض المشاريع و اقتراحها كعدم جدوى بسبب اعتراض بعض المواطنين على نوعية إنجاز المسالك الفلاحية و المسالك الريفية بالنظر لاستخدام الطبقة المحسنة للبقايا الدقيقة للمحاجر، كونها مادة ذات مردودية ضعيفة، و مطالبتهم باستعمال حصى المحجرة في إنجاز الطرقات و المسالك. و هو ما يكلف المؤسسة أعباء مالية أكبر من المبلغ المحدد لشق الكيلومتر الواحد في الصفقة ما يحول دون إنجاز المشروع في الغالب و الاعلان عن عدم الجدوى.
كما أقر المصدر المسؤول بالمؤسسة الجزائرية للهندسة الريفية وفق ذات اللجنة بضعف إمكانيات المؤسسة المكلفة بالإنجاز ماديا، و من حيث اليد العاملة، بالنظر إلى العدد الكبير للمشاريع المسندة إليها عبر بلديات ولاية برج بوعريريج ناهيك عن عدم قدرتها على إنجاز مشاريع فك العزلة و شق المسالك الفلاحية و الريفية ببلديات الجهة الشمالية للولاية بالنظر إلى صعوبة التضاريس في المنطقة و طابعها الجبلي ما يتطلب توفير امكانيات و معدات كبيرة لشق الطرقات تفوق الإمكانيات المتوفرة لدى المؤسسة التي تم تكليفها بالمهمة، و ذكر تقرير لجنة الفلاحة بالمجلس الولائي أن هذا الوضع تسبب في غياب مؤسسة الهندسة الريفية عن المنطقة الشمالية للقيام بمشاريع فك العزلة، و أدى ذلك إلى حرمان سكان هذه الجهة من مزايا هذه العمليات التنموية، الرامية إلى تسهيل تنقل سكان الأرياف و تمكينهم من التسهيلات و توفير الظروف المواتية لتشجيعهم على الاستثمار و ترقية النشاط الفلاحي و الزراعي.
ع/بوعبدالله