أمر عبد الوهاب نوري وزير الموارد المائية و البيئة، يوم أمس الأول، بتوسيع دائرة الاستفادة من مشروع التحويلات الكبرى للمياه من سد تيلسديت إلى بلديات دائرة حمام الضلعة بولاية المسيلة، و إضافتها للمناطق و البلديات المسجلة في المشروع الحالي الذي كلف خزينة الدولة غلافا ماليا يفوق الألف مليار سنتيم، لتزويد بلديات دائرة المنصورة الخمس بالجهة الغربية لولاية برج بوعريريج بالمياه، انطلاقا من سد تيلسديت الواقع بولاية البويرة .
و اعتبر الوزير خلال الزيارة التفقدية التي قادته إلى ولاية برج بوعريريج، عدم إدراج بلديات دائرة حمام الضلعة في مشروع التحويلات الكبرى للمياه من سد تلسديت منذ تسجيل المشروع لصالح بلديات دائرة المنصورة قبل سنتين بغير المنطقي، على اعتبار أن بلدية حمام الضلعة لا تبعد إلا بحوالي 30 كيلومتر عن أقرب نقطة بدائرة المنصورة، ناهيك عن معاناة سكانها من مشكل انعدام مصادر المياه، بما فيها المياه الباطنية و كذا المياه الجوفية، و قال أنه كان من الأجدر توسيع دائرة الاستفادة من هذا المشروع الضخم الذي صرفت فيه أموالا كبيرة لانجاز شبكة نقل المياه و كذا شبكات توزيع المياه و الخزانات و نقاط الضخ و المنشآت الفنية لتطال سكان دائرة حمام الضلعة، و ذلك لإعطاء فعالية و نجاعة أكبر للمشروع و مردود يعكس حجم الاستثمار الضخم و الأموال المرصودة لإنجازه، و كذا لإنهاء أزمة و مشكل المياه بالمنطقة برمتها، خصوصا في ظل العجز الكبير في تغطية سكان دائرة حمام الضلعة بالمخزون المتوفر من المياه بالمنطقة و تسجيل العجز في المخزون بشكل يكاد يكون دائم .
و أمر الوزير المسؤولين المباشرين على هذا المشروع بالإسراع في اتخاذ جميع الإجراءات الإدارية و القانونية، و إطلاق دراسة لتوسيع المشروع لدائرة حمام الضلعة، ما يسمح بإطلاق الأشغال بالموازاة مع الأشغال الجارية على مستوى إقليم ولاية البرج.
مشكل نقص المياه و تذبذب توزيعها عبر بلديات دائرة حمام الضلعة، يطرح بحدة و بشكل دائم، خصوصا خلال مواسم الحر و فصل الصيف، أين يشتكي سكان المنطقة البالغ عددهم زهاء 80 ألف نسمة، من التذبذب والنقص الكبير في المياه الصالحة للشرب، كما سبق لهم التعبير عن استيائهم من إقصاء منطقتهم و دائرة حمام الضلعة من مشاريع التحويلات الكبرى و المخطط الوطني للمياه الذي تم الشروع فيه من قبل سلطات ولاية المسيلة .
كما جدد سكان الجهة في الكثير من المناسبات مطالبهم المتعلقة، بضرورة التفكير الجاد في انجاز سد بمنطقة لقمان الواقعة بإقليم بلدية أولاد منصور، مشيرين إلى القيام بدراسات لإنجاز السد بالمنطقة منذ عشرات السنوات غير أن المشروع لم يعرف النور، و بقي مجرد حلم يراود السكان ، رغم أزمة العطش التي يتخبط فيها السكان منذ سنوات.
من جانبهم يطرح سك-ان بلدية تارمونت نفس المشكل، على الرغم من تواجد عديد التنقيبات و الآبار بمنطقة أم الشواشي التابعة لهذه البلدية، و التي يتم استغلال منسوب مياهها الباطنية لتزويد سكان عاصمة ولاية المسيلة بالمياه الصالحة للشرب، في حين تعاني بلديتهم من مشكل التذبذب في توزيع المياه.
تجدر الإشارة إلى أن الوزير عاتب القائمين على مشروع تحويل مياه سد تيلسديت، لعدم إطلاق الأشغال بإقليم ولاية البرج بالموازاة مع أشغال توصيل شبكات نقل المياه بولاية البويرة، مع العلم أن المشروع قسم على مرحلتين، المرحلة الأولى توصيل قنوات نقل المياه من سد تلسديت إلى غاية بلدية أولاد سيدي ابراهيم بولاية البرج و المرحلة الثانية إتمام شبكة نقل المياه و إنجاز شبكات التوزيع عبر بلديات دائرة المنصورة الخمس المستفيدة من المشروع و كذا مشاريع انجاز الخزانات و المنشآت القاعدية.
ع.بوعبدالله / ف.قريشي