جند الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بعنابة، عشرات الأعوان للقيام بزيارات فجائية للمؤسسات الاقتصادية الخاصة، وكذا ورشات البناء ، و كشفت تلك الزيارات عن عشرات العمال غير المصرح بهم، رغم أن الهدف من الزيارات كان تحسيس أرباب العمل وتشجيعهم على التصريح بكامل عمالهم. واستنادا لمصالح الضمان الاجتماعي بعنابة، فإن عملية التحسيس تستهدف العمال أيضا، و كان الهدف منها حث أرباب العمل على التصريح بمستخدميهم لدى الضمان الاجتماعي، للاستفادة من امتيازات الصندوق أهمها المنح العائلية، بطاقة الشفاء، وراتب التقاعد. وأسفرت عمليات المراقبة حسب مصادرنا، عن اكتشاف مئات العمال غير المصرح بهم لدى الصندوق، حيث تم إخطار مصالح مفتشية العمل للقيام بالإجراءات اللازمة في حقهم، وتمكين العمال خاصة الناشطين في قطاع الأشغال العمومية والبناء، من الاستفادة من التصريح لدى الضمان الاجتماعي، وذلك تماشيا مع إستراتيجية الحكومة الرامية إلى تحفيز أرباب العمل أكثر على تأمين جميع مستخدميهم، إلى جانب أصحاب المهن الحرة كالفلاحين، الحرفيين والتجار غير الشرعيين. وأشار مصدرنا أن الامتيازات الممنوحة من قبل الصندوق، لتسوية وضعية العمال وتسديد الاشتراكات العالقة، تنتهي آجالها بنهاية شهر مارس القادم. و لقيت عملية التحسيس استجابة من قبل أرباب العمل، حسب مصادرنا بتسوية العشرات لوضعيتهم المالية تجاه الصندوق، كما ألغيت الغرامات المالية التي كانت مسلطة عليهم، و التي تفوق في بعض الأحيان قيمة الدين الحقيقي بثلاث مرات. في سياق متصل قام الصندوق، بعصرنة إجراءات التصريح باشتراكات الضمان الاجتماعي عن بعد لفائدة أرباب العمل، بتسجيل التصريحات عبر الموقع الالكتروني، وهي العملية التي تسمح بإرسال قائمة وحركة الأجراء، وكذا وعاء الاشتراكات دون التنقل إلى مقر الصندوق، كما منحت امتيازات لأرباب العمل الذين يشغلون الشباب بخفض الأعباء الاجتماعية وفق شروط محددة ونسب مختلفة باختلاف المنطقة وقطاع النشاط. وكشفت ذات المصادر عن قرب افتتاح وكالتين جديدتين للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في عنابة، بحيي سيدي عاشور والماجستيك، بهدف تخفيف الضغط على الزبائن وتقريب مصالح الصندوق من المنتسبين إليه.
حسين دريدح