طالب مربو النحل بولاية ميلة بإنشاء تعاونية خاصة بهم تسهر على توفير مستلزمات النشاط من عتاد وأدوية وتتكفل بحل مشكلة تسويق منتوج الولاية من العسل، الذي يحتل مكانة رائدة من حيث النوعية والقدرات العلاجية من بين مختلف أنواع العسل المسوقة حاليا وذلك بالنظر للمادة الأولية التي يعتمد عليها نحل ميلة في تغذيته، بالنظر للغطاء النباتي الذي تتميز به الولاية وفي مقدمته نبات السدر و السلة وأزهار شجرة الكاليتوس.
و شدد المربون على أهمية إصدار علامة تجارية تحت اسم "عسل ميلة" مثلا الذي تخطت شهرته حدود البلاد وأصبح مطلوبا مثلما كشف أحدهم بقوة في دول الشرق الأوسط والخليج العربي، على أن تقتطع التعاونية ديونها المترتبة عليهم من الإنتاج المحصل أي أن الدفع لها من قبلهم يكون عينيا.
من بين مطالب مربي النحل الحاضرين في اللقاء التحسيسي المنظم نهار أمس بمقر مديرية المصالح الفلاحية بالتنسيق مع غرفة الفلاحة إنشاء مخبر خاص بمنتوج العسل مع تمكينهم من أيام تكوينية و تربصات ترفع من مستوى النشاط والخبرة لديهم، ناهيك عن مطالبتهم من المجلس الشعبي الولائي بتمكين الحائزين منهم على الاعتماد الصحي من إعانة مالية توجه لشراء الأدوية والعلاج المكلفين كثيرا، وهي الأدوية التي تمنع انتقال الأمراض بين خلايا النحل.
مدير المصالح الفلاحية حث المربين على الانتظام والانخراط في المسعى المشترك معهم والقاضي بإنشاء التعاونية التي يطالبون بها مشيرا إلى فوائد إنشاء تعاونية أو أكثر خاصة في توفير مستلزمات النشاط وتسويق المنتوج، مذكرا بتبعات موسم 2011 الذي شهد تساقط كثيفا للثلج بالولاية لاسيما بشمالها حيث يتواجد 90 بالمائة من خلايا النحل المقدر عددها ب 37 ألف خلية، و الذي تسبب في أضرار كبيرة ترتب عنه تدخل الوزارة الوصية بتعويض المربين عن الخسائر، لكنه أشار في ذات الوقت إلى أهمية التأمين على الممتلكات الذي يغفله مربو النحل بميلة، وذلك لما للتأمين من دور في تعويض الخسائر التي قد تنجم عن مخاطر النشاط، و في مقدمتها سوء الأحوال الجوية بالنسبة لهم في الصيف (الحرائق) كما في الشتاء (الثلوج) مخيرا في ذات السياق المربين الذين سيتم إحصاؤهم بالتدقيق عبر البلديات، بين استفادتهم من التكوين داخل تراب الولاية أو إرسالهم في بعثات نحو الولايات التي لها تجربة وخبرة أكثر في المجال.
من جهته مدير صندوق التعاون الفلاحي حث الفلاحين على وجوب التأمين مشيرا إلى المنحة التي تحصلت عليها مؤسسته من قبل الوالي المتمثلة في قطعة أرض على طريق زغاية لبناء مركز تكوين لفائدة الفلاحين و وكالة تأمين لصالحهم، مبرزا المزايا التي يوفرها لصالحهم الصندوق، وهو نفس الشيء الذي أبرزه ممثل بنك البدر بخصوص وسائل الدعم التي يوفرها لمربي النحل.
إبراهيم شليغم
