أعلنت مصالح الحماية المدنية لولاية عنابة ليلة الخميس إلى الجمعة حالة طوارئ قصوى جراء الأمطار الطوفانية التي تهاطلت على المنطقة، و التي أجبرت مئات العائلات المقيمة بحي 312 مسكن بضاحية بوخضرة التابعة إداريا لبلدية البوني على الخروج إلى الشارع، بعدما غمرت السيول الجارفة سكناتها، الأمر الذي أرغم وحدات الحماية المدنية على الإستعانة بزورق مطاطي، 5 غطاسين و سيارات رباعية الدفع لإجلاء 87 شخصا من أفراد العائلات المنكوبة، على إختلاف أعمارهم، من أطفال، نساء و شيوخ و إبعادهم عن المنطقة التي غمرتها المياه.
و أشارت المديرية الولائية للحماية المدنية بعنابة في بيان أصدرته صبيحة أمس، تحصلت النصر على نسخة منه، إلى أن وحداتها كانت قد تلقت نداءات إستغاثة في حدود الساعة التاسعة من سهرة أول أمس الخميس، مفاده وجود مئات الأشخاص في خطر بضاحية بوخضرة، و ذلك على مستوى السكنات الجاهزة، بسبب إرتفاع منسوب المياه بمجرى وادي سيبوس المحاذي للمنطقة، إلى درجة أن السيول الجارفة غمرت أجزاء كبيرة من البيوت، سيما منها تلك المحاذية للمجرى المائي، مما دفع بأعوان الحماية المدنية إلى التدخل لإجلاء الأشخاص الذين كانوا محاصرين بالسيول.
و أوضح بيان المديرية الوصية بأن عملية إجلاء العائلات المتضررة تزامنت مع إطلاق صفارات الإنذار و مطالبة سكان باقي الأحياء غير البعيدة عن وادي سيبوس لتجنب خسائر بشرية، و عليه فقد كانت العملية دون تسجيل خسائر مادية.
هذا و قد تم تحويل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم إلى وسط مدينة البوني، في الوقت الذي واصلت فيه مصالح الحماية المدنية إمتصاص السيول التي غمرت السكنات، مع بقائها في حالة ترقب تحسبا لأي تطور في الأوضاع، على إعتبار أن منسوب مجرى وادي سيبوس فاق أعلى مستوياته، مما جعل الخطر يحدق بحياة مئات السكان، و لو أن العائلات المتضررة إستغلت هذه الفرصة للمطالبة بالترحيل من السكنات الجاهزة التي يعيش فيها منذ نحو 32 سنة، بعدما كانوا من ضحايا الفيضانات التي شهدتها ولاية عنابة خلال سنة 1983، و إقامتها في سكنات جاهزة كان في البداية كحل ظرفي مؤقت، لكن المعاناة أخذت بعدا مغايرا، لأن الوضعية تجاوزت الخطوط الحمراء، بعد تعرض جدران البنايات إلى الإهتراء، مع وجود المواد السامة على مستوى تركيبة جدران البيوت الجاهزة، خاصة مادة ‹›الأميونت››، التي تتسبب في الإصابة بمرض السرطان، كما أن لجان المعاينة أكدت أن البيوت الجاهزة لا تتعدى مدة صلاحية إستغلالها 10 سنوات ، وهي المدة التي تجاوزتها بكثير السكنات الجاهزة.
و في سياق ذي صلة فقد سجلت مصالح الحماية المدنية لولاية عنابة خلال يوم الخميس 123 تدخلا، و قد كانت بلدية البوني الأكثر تضررا من الأمطار الطوفانية التي تهاطلت على المنطقة، لأن إرتفاع منسوب المياه في المجاري و الوديان جعل السيول تغمر الكثير من الأحياء و التجمعات السكنية المجاورة لها، كما كان عليه الشأن بحي أول ماي، و كذا البوني مركز، الشرفة، عين الباردة، بالإضافة إلى حي الريم والصفصاف، و لو أن الوضع بحي 312 مسكنا جاهزا ببوخضرة تفاقم بعد إنقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة المنكوبة، مما زاد من تذمر السكان الذين أرغموا على قضاء ليلة بيضاء، بعدما منعتهم وحدات الحماية المدنية من العودة إلى سكناتهم في إجراء تحفظي للمحافظة على حياتهم.
إلى ذلك فقد تسببت الأمطار الطوفانية التي تهاطلت على ولاية عنابة، و التي بلغت 58 ملم يوم الخميس، في شل حركة المرور عبر بعض المحاور الرئيسية، من أبرزها الطريق الوطني رقم 44 في شطره الرابط بين عنابة و قسنطينة، على مستوى حي الشابية، بعدما غمرت السيول المتدفقة من وادي بجيمة جزء كبيرا من الطريق، مما دفع بمصالح مديرية الأشغال العمومية إلى إعلان حالة طوارئ قصوى، لأن هذا المسلك إستراتيجي و يربط عنابة بولايات مجاورة كسكيكدة و قسنطينة، بينما تكفلت فرق من الحماية المدنية بإمتصاص المياه الراكدة، و هو نفس الأمر الذي حصل على مستوى الطريق الولائي رقم 129 في شطره المؤدي من قرية حجار الديس إلى بلدية سيدي عمار، على مستوى حي برقوقة، حيث توقفت حركة المرور عبر هذا المحور بعدما غمرت السيول شطرا من الطريق، على خلفية إرتفاع منسوب المياه من وادي مبعوجة.
من جهة أخرى فقد تعطلت حركة المرور كلية منذ ظهيرة أول أمس الخميس على مستوى المسلك الرابط بين عاصمة الولاية و بلدية سيرايدي عند النقطة الكيلومترية الثامنة، لأن الإنهيار الجزئي الذي حصل في الطبقة الزفتية جعل مديرية الأشغال العمومية تسارع إلى غلق هذا المحور و تحويل المتجهين إلى سيرايدي عبر المسلك المنطلق من سيدي عيسى عبر مركز «الكرابس» كحل ظرفي، بينما شهدت بلدية شطايبي إنزلاقا للتربة بوسط المدينة على مستوى شارع سعيد عمار، مما تسبب في شل حركة المرور، و تخوف أصحاب العديد من السكنات و المحلات التجارية من إمتداد الإنزلاق الترابي على المباني المجاورة.
هذا و قد أكدت مديرية الأشغال العمومية بأن سبب غلق الطرقات يعود بالدرجة الأولى إلى إرتفاع منسوب المياه في الوديان، لكن الإشكال يتمثل في تكدس بقايا مواد البناء في المجاري المائية، مما تسبب في غلق جزء من قنوات الصرف المنصوبة على مستوى الجسور التي تعبر الأودية، و هو الأمر الذي تم تسجيله بحي بوخضرة، مما أدى إلى بلوغ منسوب المياه أعلى المستويات.
بالموازاة مع ذلك فقد خلفت الفيضانات التي شهدتها ولاية عنابة نهاية الأسبوع العديد من الإحتجاجات، حيث أقدم سكان البيوت القصديرية القاطنين بالقرب من وادي سيبوس بحي سيدي سالم التابع إداريا لبلدية البوني، أول أمس الخميس على غلق الطريق الوطني رقم 16 المؤدي من وإلى مطار رابح بيطاط الدولي وكذا شل حركة المرور، باستخدام الحجارة، العجلات المطاطية والمتاريس احتجاجا على السيول الجارفة التي غمرت سكناتهم و أرغمتهم على المبيت في العراء خوفا من انهيار جدران و أسقف بيوتهم، و هي الحركة الإحتجاجية الذي استمرت على مدار يوم كامل و تسببت في ازدحام مروري بالطرق الفرعية المؤدية إلى ولاية الطارف مرورا بالطريق الساحلي لبلدية الشط.
على صعيد آخر قطع سكان حي السرول الطريق الوطني رقم 44 باستخدام الحجارة والمتاريس، احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي لمدة 3 أيام متتالية، بسبب عطب على مستوى المحول الكهربائي الذي يزود المنطقة بالتيار، مطالبين مصالح سونلغاز بالتدخل لإصلاح العطب، خاصة وان إستعمال الطاقة الكهربائية يزداد في هذه الفترة من فصل الشتاء.
من جهة أخرى فقد تم تسجيل تهافت كبير على قارورات غاز البوتان على مستوى بلديات الجهة الغربية من عاصمة الولاية كوادي العنب، شطايبي و التريعات، لأن الطلب بلغ ذروته يومي الأربعاء و الخميس، بسبب عدم وجود نقاط بيع في هذه البلديات، رغم أن وحدة الإنتاج على مستوى مركز نفطال ببلدية برحال أكد بأن طاقة إنتاجه لا تقل عن 10 آلاف قارورة يوميا، لكن الإشكال يكمن في عملية التوزيع، لأن الموزعين الذين كانوا ينشطون في السنوات الماضية عزفوا عن النشاط بسبب عدم إستيفاء شروط التعامل مع المؤسسة، و عليه فقد اضطر المئات من أرباب العائلات العنابية على التوجه إلى بلدية الشط بولاية الطارف للحصول على غاز البوتان بالسعر المعتمد في السوق الموازية.
ص. فرطــاس / ح. دريدح
شهدت ولاية الطارف ، خلال 48ساعة الماضية تهاطل أمطار طوفانية غزيرة تسببت في وقوع فيضانات عارمة عبر مختلف المناطق و الأحياء السكنية نتيجة قوة تدفق السيول الجارفة المصحوبة بالأتربة والأوحال والحجارة وعجز الشبكات عن استيعاب الكميات المتدفقة نحوها بفعل انسدادها وتدهور حالتها .
الأمر الذي صعب من حركة تنقل الأشخاص والمركبات ، كما غمرت المياه مئات الأراضي الفلاحية خاصة بالمناطق الفيضية لسهل الطارف مرورا ب6بلديات ، من ناحية أخرى تسببت الأمطار المتساقطة دون انقطاع والمصحوبة بالرياح العاتية في انقطاع الكهرباء والمياه الشروب وحدوث أزمة في التمون بقارورات غاز البوتان وبعض المواد الغذائية كالحليب والخبز عبر عدة مناطق ، زيادة على ذلك تسببت الأمطار الطوفانية في عزل العديد من القرى و المداشر خاصة بالمناطق الحدودية بفعل ارتفاع منسوب مياه الأودية والشعاب وهو ما حال دون التحاق التلاميذ بمقاعد الدراسة .
و كشف المكلف بالإعلام بمديرية الحماية المدنية منصوري عبد الغاني ،عن تسجيل مصالحه أزيد من 80تدخلا عبر 22حيا موزعين عبر 12بلدية تخص جلها امتصاص المياه التي غمرت عشرات المنازل والأحياء وبعض التجمعات السكانية على غرار بلديات بوثلجة ، الطارف ، القالة ، عين العسل ،الشط ، إبن مهيدي ، بوحجار ، الذرعان و شبيطة مختار ، فضلا عن إنقاذ 7أشخاص من الهلاك بعضهم أصيبوا بحالات إغماء بعد أن جرفت السيول مركبة سياحية وحافلة كانوا على متنهما بالمكان المسمى فيض الغبار على الطريق الوطني رقم 82 الرابط بين الطارف وسوق أهراس مرورا بالمطروحة ، زيادة عن إنقاذ مركبة بحي القرقور بالمدخل الغربي لعاصمة الولاية جرفتها سيول الأمطار الغزيرة ، والتي تسببت بحسب مصالح الحماية المدنية في قطع حركة المرور عبر عدة محاور رئيسية ،منها قطع الطريق الولائي الرابط بين بالريحان والريغية ، الوطني رقم 44 الرابط بين عنابة والطارف بالمكان المسمى الفيض ، و الطريق الرابط بين عين أخيار و الطارف .
علاوة على صعوبة الحركة ببعض المحاور الأخرى كالوطني رقم 84 أ الرابط بين القالة و عنابة مرورا بالشط والطريق الرابط بين العصفور وإبن مهيدي والطريق الرابط بين الذرعان والبسباس جراء ارتفاع منسوب المياه ، من جهة أخرى قضت عشرات العائلات من سكان الأحياء القصديرية بعدة مناطق كالشط ، شبيطة مختار ، إبن مهيدي و القالة والبسباس وغيرها ليلتها في العراء ،بعد تسرب السيول إلى منازلهم الهشة وإتلافها للمحتويات.
وهو ما دفع العائلات إلى الفرار إلى خارج بيوتهم خوفا من أي طارئ ،لاسيما الخطر الدائم الذي يهددهم من جراء فيضان كبرى الأودية الرئيسية كالوادي الكبير ، بوناموسة وسيبوس ،وهو ما أدى بالسكان إلى توجيه نداء استغاثة للسلطات لانتشالهم من الخطر الذي يحدق بهم خلال تساقط الأمطار .
كما تسببت الأمطار الغزيرة والرياح القوية في تناثر قرميد المنازل ببعض المناطق مع تسجيل تصدعات جزئية لبعض المباني القديمة ، فضلا عن انهيار أسقف بعض المؤسسات الإدارية المشيدة من الزنك كديوان الأراضي الفلاحية و شركة المياه والتطهير وغرفة الفلاحة، وتسرب المياه إلى داخلها . كما سجل وقوع إنزلاقات أرضية بكل من بوقوس ، عين الكرمة والزيتونة،إضافة إلى تصدع بعض المنشآت الفنية بعدة مقاطع ومنها الوطني رقم 82 و الولائي 106.
التهاطل الغزير للأمطار أدى إلى توقف الدراسة عبر العديد من المؤسسات التربوية ، بعد أن غمرت السيول حجرات الأقسام بفعل تصدع الكتامة أمام تدهور حالة بعض الهياكل بالرغم من استهلاكها لأموال كبيرة مؤخرا في الترميمات كشفت الأمطار عيوبها ، فضلا عن تراكم المياه عند مداخل المؤسسات و بالساحات التي تحولت إلى بحيرات عائمة ، وهو ما دفع القائمين إلى تسريح التلاميذ وتعليق الدراسة ، و تدخلت مصالح الحماية المدنية لامتصاص المياه التي غمرت المؤسسات التربوية خاصة بثانوية مرزوق الشريف بعاصمة الولاية ، ثانوية سراي أحمد ببلدية عين العسل ، متقن القالة ، متوسطة الشط و بحيرة الطيور ،وعدد من المجمعات المدرسية بالطور الابتدائي .
من جانب آخر تسبب ارتفاع منسوب المياه في تسرب السيول إلى عدة محلات تجارية وحاصرت مرافق إدارية بعاصمة الولاية خاصة بحي 200مسكن بعاصمة الولاية، وكالة أنساج ، مؤسسة سونلغاز و صندوق الضمان الاجتماعي ، كما سجلت ببعض الأحياء خاصة بالشط ،بن مهيدي ، البسباس و القالة احتجاجات في أوساط المواطنين بعد تسرب مياه الأمطار إلى منازلهم خاصة بالأحياء الهشة.
ق/باديس