أصحـاب حظـائر التـوقف الفـوضويـة يفرضـون سيطرتهـم على شـوارع قـالمـة
تحولت الطرقات الرئيسية و الشوارع و الأحياء السكنية المحيطة بكبرى مستشفيات مدينة قالمة، إلى ما يشبه المحميات الممنوعة على المواطنين المجبرين على الدفع المسبق قبل ركن سياراتهم أو المغادرة و البحث عن موقع آخر يبعد ألف متر على الأقل من المستشفى.
و فرضت مجموعات من الأشخاص منطقها على الجميع من خلال إجبار زوار المستشفيات على ركن مركباتهم على قارعة الطريق مقابل مبالغ مالية، شكلت متاعب كبيرة لقاصدي المستشفيات و أهالي المرضى و حتى للسكان المجاورين، الذين يذهبون أيضا ضحية الحصار المفروض على الفضاءات العمومية، التي تحولت إلى أمكنة تجارية مفتوحة تدر على أصحابها مبالغ هامة تنهب من جيوب المواطنين المترددين على هياكل الصحة العمومية.
و أينما أوقفت سيارتك بقالمة تطاردك مجموعات من الشباب المنتشرين في كل مكان و تجبرك على دفع 50 دينارا أو المغادرة على الفور، قبل التعرض للأذى، و أحيانا تنشب بين السائقين و أصحاب الحظائر العشوائية صراعات و شجارات مثيرة لوجع الرأس. فقد تحول الطريق المزدوج بين مستشفى الحكيم عقبي و مقر الدائرة و ثانوية بن محمود إلى حظيرة محمية انبثقت من حظيرة صغيرة صارت غطاء لتوسيع النشاط وفرض حصار على الشارع الكبير، الذي يتحول إلى فضاء للتوقف المؤقت خلال ساعات الذروة لأن أكبر مستشفى بالمدينة يفتقر إلى مواقف سيارات خارجة تستوعب العدد الكبير من الزوار الذين يقصدون المستشفى على مدار الساعة. و أصبحت طرقات و أزقة حي بارة لخضر المقابل لمستشفى عقبي أيضا حظائر محمية تشرف عليها مجموعات من الشباب، أعينهم على كل سيارة تتوقف هنا أو هناك لإجبار صاحبها على الدفع المسبق مهما كانت وجهته والمدة التي يستغرقها التوقف.
و قال مواطنون دفعوا الثمن غاليا بسبب التردد المستمر على المستشفى أين يرقد مرضاهم المزمنون، بأن الأمر لم يعد يحتمل مطالبين بتدخل البلدية لتنظيم الحظائر المحيطة بكبرى مستشفيات المدينة، وتحرير الشوارع و الأزقة من قبضة المجموعات التي تتكاثر باستمرار و توسع نشاطها إلى مزيد من الأزقة و الأحياء السكنية. و تعرف مدينة قالمة أزمة حظائر خانقة خاصة حول المقرات الإدارية الكبرى كالولاية و الدائرة، و كذا المرافق الخدماتية الهامة كالمستشفيات و البنوك و شركات التأمين و غيرها من الهياكل المستقطبة للجمهور.
و من الصعب أن تجد مكانا لركن سيارة بالمدينة القديمة حيث تتركز كل المرافق الإدارية و الخدماتية حيث يمنع التوقف على جانبي الشوارع الرئيسية و أمام أغلب المرافق الإدارية، أما الفضاءات الأخرى البعيدة فقد وقعت بين أيدي حراس الحظائر، الذين فرضوا منطقهم على الجميع. في انتظار تحرك البلدية لفرض القانون و تخفيف المعاناة على المواطنين الذين يدفعون ثمن الفوضى و سوء التخطيط الهندسي للمدينة و جشع مجموعات الحظائر المنتشرة في كل مكان.
فريد.غ