دراسة لبعث مشروع خط القطار بين عنابة و الطارف
أفاد أمس مصدر مسؤول بمديرية النقل لولاية الطارف، أن مكتب دراسات جزائري مختص، أنهى الدراسة التقنية الخاصة بتحديد مسار عبور خط السكة الحديدية بين مدينتي عنابة و القالة بولاية الطارف، في إطار إعادة بعث مشروع الخط القديم الرابط بينهما وصولا إلى أقصى الحدود الشرقية مع تونس.
و قد عاينت لجنة وزارية يقودها المدير العام للسكك الحديدية ميدانيا حسب المصدر خط السكة الحديدية القديم على مساره القديم المحاذي للطريق الوطني 44 مرورا عبر 6 بلديات و عدة تجمعات سكانية ثانوية من أم الطبول شرقا إلى ابن مهيدي غربا، وهذا بعد أن أعطت الحكومة موافقتها على إعادة بعث مشروع الخط في إطار برنامج تطوير قطاع السكك الحديدية، نظرا لأهمية المشروع من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والسياحية ما من شانه أن يعطي دفعا قويا للنهوض بالتنمية المحلية واستحداث مناصب الشغل وتشجيع الاستثمار وتسهيل حركة تنقل الأشخاص والبضائع بين ولاية الطارف و الولايات الأخرى بما فيها تونس الشقيقة. خط السكة الحديدية الذي كان يربط عنابة و القالة يمتد على طول 90 كلم، لا زالت بعض شواهده ظاهرة للعيان لحد الآن عبر عدة نقاط من الطريق الوطني 44، و أكد مصدرنا بأنه تقرر إنجاز السكة هذه المرة على المسار القديم الذي يعود للحقبة الاستعمارية حتى يحافظ على خصوصياته، و هو الذي يعبر عدة بلديات محاذية للطريق الوطني رقم 44 من ابن مهيدي غربا وصولا إلى نقطة النهاية ببلدية أم الطبول الحدودية مرورا بسيدي قاسي، بحيرة الطيور، بوثلجة، الطارف، عين العسل، الفرين و القالة.
وأوضح المصدر أن المشروع مبرمج ضمن الأولويات لأهميته في النهوض بالحركية الاقتصادية والاجتماعية للولاية وتشجيع الاستثمار و النشاط السياحي بالجهة أمام المؤهلات التي تزخر بها، إلى جانب توفير آليات لتسويق المنتوجات الفلاحية والبضائع و تسهيل تنقل الأشخاص باتجاه المناطق والولايات الداخلية المجاورة.
وتوقع ذات المصدر انطلاق أشغال الإنجاز لبعث الخط عن قريب، بعد أن شرعت الجهات المعنية في اختيار الشركة التي سيوكل لها المشروع الذي سيسمح كذلك بفك العزلة على أقصى الجهة الشرقية من ولاية الطارف، فضلا عما سيجلبه المشروع للمنطقة من تطوير في مجال الاستثمار وخلق آلاف مناصب الشغل للبطالين من خلال إنشاء فضاءات تجارية ومشاريع استثمارية على طول مسار الخط ما سيعود بالفائدة على المنطقة. و أشار المصدر بأن مشروع خط السكة الحديدية سوف يربط لاحقا بخط السكة الحديدية التونسية عبر خط طبرقة في سياق بعث خط مغاربي و الذي سيساهم لا محالة في تنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية والاستثمارية للمنطقة المغاربية.
و من ثمة تسهيل تنقل السياح خاصة بين القالة و مدينة طبرقة التونسية. من جهة ثانية سيتم ربط خط السكة الحديدية ببلديات الجهة الغربية لولاية الطارف نحو ولاية عنابة المجاورة بالقطار السريع "أوطوراي" والذي سيربط مدينة بوشقوف بولاية قالمة بعنابة مرورا ببلديات الجهة الغربية من ولاية الطارف شيحاني، الذرعان و شبيطة مختار على مسافة 30 كلم جنوب مدينة عنابة. وتفيد مصادرنا بأن دخول القطار السريع مرحلة النشاط الفعلي سيكون بعد إتمام الإجراءات والتدابير اللازمة التي تتطلبها مثل هذه المشاريع.
و أوضحت أن ما ساعد على مد خط القطار السريع هو وجود السكة الحديدية المكهربة للعربات الخاصة بتزويد المركبات الصناعية لعنابة بالمادة الأولية من مناجم ولاية تبسة مرورا بالجهة الغربية لولاية الطارف. وسيمكن القطار السريع من تسهيل تنقل الأشخاص نحو مدينة عنابة في أحسن الظروف مع ربح الوقت و إنهاء معاناة المواطنين في التنقل عبر وسائل أخرى، لم تعد تستجيب للحاجة أمام تزايد الطلب، و هذا تزامنا مع انتهاء الجهات المعنية من عملية كهربة خط السكة الحديدية بين عنابة و شبيطة مختار. و أفادت المصادر أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات الأمنية و الوقائية على طول السكة الحديدية التي تعبر الوسط الحضري بالذرعان، شيحاني و شبيطة مختار لمنع وقوع الحوادث، و التي كانت في السابق وراء مطالب السكان بتحويل السكة الحديدية خارج المحيط العمراني حفاظا على حياتهم.
نوري.ح
توسيع التحقيقات إلى باقي البلديات
ملف المذبح البلدي لعين العسل يحال على العدالة
كشف أمس، قائد مجموعة الدرك لولاية الطارف ، عن إحالة ملف المذبح البلدي لعين العسل على العدالة، بسبب حالته الكارثية و ممارسة الذبح داخله دون ترخيص، حيث وجهت لمستغل المذبح وهو متعامل خاص تهمة استغلال منشأة دون الحصول على ترخيص، و إيداع النفايات الخاصة و رميها وإهمالها في مواقع غير مخصصة و هي المخالفات المعاقب عليها في قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة، و قانون تسيير النفايات و قانون المياه. وذكر قائد المجموعة، المقدم قادة جلول عن اقتراح رفع للسلطات الولائية من أجل غلق مذبح بلدية عين العسل إلى غاية تسوية النقائص المسجلة به، مشيرا أن تحرك مصالحه جاء على خلفية المعلومات التي بلغته بخصوص الحالة المزرية التي بلغها المذبح المذكور. و أوضح المصدر أنه تم إيفاد خلية البيئة التابعة للمجموعة الإقليمية للدرك الوطني للطارف، على جناح السرعة ، من أجل القيام بالمعاينة الميدانية للمذبح ورفع جميع النقائص والمخالفات، حيث خلصت المعاينة أن المذبح يوجد في وضعية مزرية من جميع النواحي بما يهدد الصحة العمومية بالخطر، من ذلك انتشار المياه المستعملة داخل محيط الذبح كون قنوات الصرف الخاصة به غير موصلة بشبكة الصرف الصحي، و عدم توفر أحواض الترسيب، حيث أن المياه القذرة والمتعفنة المختلطة ببقايا الذبح والدم ترمى مباشرة في الوسط الطبيعي دون معالجة، مشكلة بذلك بركا تنبعث منها الروائح الكريهة والسامة.
كما لاحظ أفراد خلية البيئة التابعة لمجموعة الدرك رمي أعضاء الحيوانات داخل محيط الذبح وانتشارها بشكل كبير، وهو ما ساعد على تنامي الحيوانات الضالة والمتشردة والقوارض السامة، بما يشكل خطرا على صحة المواطنين وخصوصا الإصابة بالأمراض المتنقلة عن طريق الحيوانات.
علاوة على ذلك مثلما أوضح قائد الدرك كشفت التحريات أن مستأجر المذبح يمارس نشاطه دون الحصول على ترخيص قانوني، وأشار أن وضعية المذبح البلدي لعين العسل كانت محل استياء وتذمر السكان بالجوار، خاصة سكان حي 60 مسكن جراء الوضعية المتعفنة التي آل إليها المذبح الذي أصبحت تنبعث منه الرواح الكريهة و تأثير ذلك على حياتهم الصحية و محيطهم البيئي، خصوصا بعد تراكم المياه القذرة بمحيطه وبالقرب من منازل السكان بسبب عدم الربط بشبكة التطهير. وأعلن قائد مجموعة الدرك عن توسيع التحقيقات عبر بلديات ولاية الطارف للوقوف على حالة و وضعية المذابح بها حفاظا على البيئة والصحة العمومية، و هذا بعد أن تم مؤخرا غلق مذبح الدواجن للشرق بالشط و إحالة ملفه على العدالة، بعد وقوف خلية البيئة على التدهور الفظيع الذي تسبب فيها من جراء الطرح العشوائي للنفايات و بقايا الذبح التي تعيق حركة الطيران المدني بسبب قرب موقع المذبح من مطار عنابة الدولي.
نوري.ح