توقـع إنتـاج 2.4 مليون قنطـار من القمح بقالمـة
رفع قطاع الزراعة بقالمة سقف التوقعات الخاصة بإنتاج القمح إلى 2.4 مليون قنطار هذا الموسم، معتمدا على محفزات و مؤشرات إيجابية تدعم الإنتاج عبر العديد من الأقاليم المعروفة بالزراعة المكثفة للقمح الموجه للاستهلاك و البذور الممتازة.
و قالت مديرية الفلاحة بقالمة في بيان حول توقعات الإنتاج المقدم للسلطات المحلية بأن الموسم الزراعي الجديد تميز بظروف مناخية ملائمة في بداية الربيع، بعدما تعافى من أزمة جفاف حادة ضربت المنطقة في شهر ديسمبر و أنذرت بموسم زراعي أبيض، غير أن سقوط الأمطار في شهر أفريل أعاد الأمل للمزارعين و أنقذ مساحات واسعة من الحبوب كانت مهددة بالجفاف و الأمراض.
و تتوقع مديرية الفلاحة جمع أكثر من 1.3 مليون قنطار من القمح في مخازن تعاونيات الحبوب المنتشرة عبر الولاية، مؤكدة بأنه تم اتخاذ كل الإجراءات لتسهيل عملية جمع المحصول و ذالك بتوفير وسائل النقل و فتح نقاط تخزين جديدة و الانتقال إلى الميدان لتقديم المساعدة للمزارعين و صيانة العتاد المعطل و تقديم الدعم التقني اللازم لإنهاء الموسم في ظروف مريحة.
و رغم الإجراءات المتخذة و التوقعات المتفائلة فقد تحدث كثير من المزارعين عن بعض الصعوبات التي تعترضهم منذ بداية حملة الحصاد و في مقدمتها مشكل الطوابير الطويلة أمام مخازن تعاونيات الحبوب و ارتفاع أسعار الوقود و الأسمدة و قطع الغيار، مؤكدين في تصريحات للنصر بأن الفوائد المحققة ستكون ضعيفة للغاية هذا الموسم و ستنعكس على الموسم القادم، حيث يتخوف بعض منتجي القمح من خسائر كبيرة و تعثر عمليات تسديد القروض البنكية الموسمية بعد أن أظهرت حملة الحصاد تراجعا كبيرا لمردود الهكتار الواحد و الكتلة الحجمية أو الوزن النوعي للقمح، بعد أن سجلت بعض التحاليل نتائج مخيبة للآمال ببعض الأقاليم حيث لم يتعد الوزن النوعي 78 كلغ في الهيكتولتر الواحد.
و بلغة الربح و الخسارة يقول منتجو القمح بقالمة بأنه يجب تحقيق مردود متوسط لا يقل عن 30 قنطارا في الهكتار الواحد لتغطية تكاليف الإنتاج و تسديد الديون البنكية الخاصة بالقرض الرفيق و تجديد الحاصدات و الجرارات و العتاد الزراعي الآخر.
كما اشتكى أصحاب الحاصدات الجديدة الممولة بقروض بنكية من كثرة الأعطاب الميكانيكية و ارتفاع أسعار قطع الغيار و ندرتها في بعض الأحيان إلى جانب زيادات كبيرة في أسعار تأمين هذه الحاصدات مقارنة بالموسم الماضي. و أدى انهيار أسعار أحزمة التبن هذه السنة إلى إحداث خسائر مادية كبيرة للمنتجين الذين تعودا على تغطية تكليف حملة الحصاد من عائدات بيع التبن، الذي انهار سعر الحزمة منه إلى أقل من 100 دينار بعد أن بلغت 400 دينار للحزمة الواحدة في الموسم الماضي. و يعاني منتجو القمح بقالمة من المردود الضعيف كل سنة و لم يتمكنوا من تطبيق المسارات التقنية المكلفة لرفع المردود و التعافي من خسائر متلاحقة أقعدت الكثير من المنتجين و أجبرتهم على تخفيض النشاط و مواجهة تبعات العجز عن تسديد القروض البنكية المرهقة التي قادت الكثير منهم إلى الإفلاس.
فريد.غ