نقلت نهار أمس الجمعية التاريخية والثقافية الشهيد أحمد راشدي الاحتفالية المقامة ،تخليدا لروح ونضال هذا البطل والمصادفة للذكرى الـ 58 لاستشهاده من بلدية مقر سكناه إلى مقر بلدية عاصمة الولاية ميلة، أين تم عقد ملتقى ولائي تاريخي تحت شعار “ من أجل جزائر موحدة كما أرادها الشهداء “ تم خلاله التطرق لمسيرة هذا الشهيد الذي التحق بصوف ثورة التحرير مبكرا ،قبل أن يستشهد في ميدان الشرف في الثاني عشر من شهر الشهداء مارس عام 1957 إثر وشاية مجهولة المصدر كشفت عن تواجده بالمنزل العائلي في زيارة لأهله.
وبحسب شهادة أخيه موسى المقدمة للنصر فإن البطل بعد انكشاف أمره وإحاطة المنزل العائلي بعساكر فرنسا، عند منتصف الليل برفقة (المدمر بيغو لوشار) فضل المقاومة واستعمال ما يملك من ذخيرة مكنته من إسقاط سبعة عساكر فرنسيين، وهو ما جعل البقية منهم يطلبون المدد الذي لم يتأخر عنهم حيث عمد الجيش الفرنسي مع طلوع الفجر إلى تكثيف إطلاق النار للتمكن من أخذ قتلاه والتربص بهذا البطل، الذي ظل صامدا بعدما أمد أخاه موسى (الشاهد الذي تحدث إلينا) بقنبلتين هيأهما للاستعمال بعدما نزع صمام أمانهما، ثم المبادرة بمهاجمة عناصر الجيش بنصيحة أخيه للحفاظ على باقي أفراد العائلة من أبناء ونسوة، لكن بمجرد أن انكشف جسمه داخل حوش المنزل تمكن منه الجيش الفرنسي بإفراغ الرصاص في جسده ليسقط شهيدا رفقة أحد ضيوف العائلة الذي فضل الموت هو الآخر بحسب تأكيدات محدثنا.
الشهيد أحمد راشدي كان واحدا من طلبة معهد عبد الحميد بن باديس بقسنطينة لمدة ثلاث سنوات بعد مروره على الزاوية الحملاوية وهو من حفظة القرءان الكريم، وقد فضل تقديم دمه قربانا للحرية والاستقلال وهو في عمر الزهور ( 27 سنة ) مخلفا أرملة وبنتين تنعمان اليوم بجزائر مستقلة تمناها لهما أبوهما.
إبراهيم شليغم