قلـة الأمطـار و حبـات البـرد وراء تراجع إنتاج الحبـوب بأم البـواقـي
سجلت مديرية المصالح الفلاحية بأم البواقي، تراجعا في إنتاج الحبوب للموسم الفلاحي الجاري، بأقل قليلا من التوقعات الإجمالية للإنتاج التي كانت في حدود مليونين ونصف مليون قنطار من مختلف أنواع الحبوب، حيث قدرت الكمية الحقيقية المنتجة مليونين و 98 ألف قنطار، أي ما نسبته 84 بالمائة من التوقعات، وأرجع القائمون على قطاع الفلاحة سبب تراجع الإنتاج إلى عدة العوامل أبرزها قلة الأمطار في بعض المناطق و كذا حبات البرد التي حصدت محاصيل قبل نضجها،
وصولا لعزوف اليد العاملة عن عملية الجمع.
مدير المصالح الفلاحية بالنيابة فنازي علي كشف في تصريح للنصر، بأن العديد من الأسباب جعلت الأهداف المسطرة لم تتحقق كاملة، وأبرزها تضرر عديد المحاصيل من الظروف المناخية التي سادت المناطق الشرقية خاصة خلال موسم الشتاء، الذي تميز بندرة في التساقط أين بلغت الكمية المتساقطة 24 ملم، الأمر الذي تسبب في إجهاد مائي لنباتات الحبوب و تضررها، وبلغت المساحة الإجمالية المتضررة من جراء العوامل المناخية المختلفة حوالي 35 ألف هكتار، حيث أتلف الجفاف 34 ألف هكتار و تضررت 591 هكتارا من حبات البرد، بينما أتلفت الحرائق 63 هكتارا.
وبالرغم من كل الظروف إلا أن عدة مناطق بالولاية حققت مردودا وفيرا في الهكتار الواحد، على غرار بلدية قصر الصبيحي التي سجل بها مردود 45 قنطارا في الهكتار وسيقوس التي وصل بها المردود إلى 42 قنطارا في الهكتار و عين ببوش التي سجلت 40 قنطارا في الهكتار، وتصدر الشعير أرقام المحاصيل المنتجة بإنتاج حوالي 930 ألف قنطار يليه القمح الصلب بأكثر من 700 قنطار ثم القمح اللين بـ 400 قنطار وصولا للخرطال الذي أنتج منه 30 ألف قنطار. وفيما تعلق بالكميات التي تم جمعها، ذكر المتحدث ذاته أنه وبعد تخصيص 17 نقطة جمع تابعة لتعاونيتي الحبوب بعين مليلة و أم البواقي، إلى جانب تسخير كل الإمكانيات اللازمة للسير الحسن للعملية، تم تسجيل جمع حوالي 800 ألف قنطار في عملية لا تزال متواصلة خاصة عبر المزارع النموذجية التي تستمر في دفع محصولها، حيث قدرت نسبة المحصول الذي تم جمعه مقارنة بالإنتاج 35.6 بالمائة.
ويعود ضعف نسبة الجمع بحسب محدثنا إلى احتفاظ فلاحين بنسبة كبيرة من المحاصيل، خاصة منهم المتواجدون بالبلديات التي لا تستفيد من الشعير العلفي وعددها 17 بلدية بالولاية، وبالرغم من عديد العوامل التي وضعت بين يدي الفلاحين لدفعهم نحو تسليم إنتاجهم للتعاونيات إلا أن الكمية المتبقية بحوزتهم كبيرة خاصة من مادة الشعير، الأمر الذي انعكس سلبا على النسبة الإجمالية لجمع المحصول، إضافة إلى قيام عشرات الفلاحين بطرح مادة الشعير للبيع في السوق السوداء، أين وصل سعر القنطار الواحد بين 2900 دينار و3 آلاف دينار، كما أثر نقص اليد العاملة على جمع المحصول سواء على مستوى التعاونيات أو على مستوى المستثمرات الفلاحية المتخصصة في تكثيف الحبوب.
مدير الفلاحة أشار أن مصالحه سعت جاهدة لتوفير كل الإمكانيات وجعلها في متناول الفلاحين بالولاية على غرار تسخير 65 حاصدة و6 شاحنات و7 عربات و26 آلة شحن و61 آلة براغي ومضخات للحبوب وتوفير نحو 500 ألف كيس وكذا 243 غطاء خاص بالبذور، إلى جانب التكفل السريع بمخالصة الفلاحين على مستوى البنوك، انطلاقا من تخصيص شباك خاص على مستوى الوكالة الولائي لبنك التنمية الفلاحية.
أحمد ذيب
