«البيستاش» يتحول من نبتة برية إلى أشجار مثمرة بسوق أهراس
حول فلاحون ببلدية سيدي فرج الحدودية في ولاية سوق أهراس نشاطهم نحو زراعة أشجار الفستق «البيستاش» بالاعتماد على نبتة الفستق البري المنتشرة بالمنطقة، و قد حققت التجربة نتائج مشجعة نظرا لمردودها الاقتصادي، جعلت الفلاحين يطالبون بمشتلة لأشجار الفستق و بمياه السقي لتوسيع نشاطهم.
وقد وقفت النصر أثناء معاينتها لإحدى التجارب التي قام بها فلاح وقفت على التجربة التي بدأت تتوسع حيث أكد الفلاح محمدي أنه قام بزراعة 100 شجرة بمشتة الشقاقة بدأت تؤتي ثمارها، و عن نجاح هذه التجربة رغم أن المنطقة تصنف من المناطق السهبية ذات المناخ الجاف و تتميز بارتفاع نسبة الملوحة في التربة فقد أكد أنه اعتمد على نبتة «البيستاش» البرية التي تنبت بالمنطقة، بعدما تم تهجينها (تلقيمها) و قد أعطت التجربة نتيجة باهرة من حيث المنتوج الذي يمكن أن يغطي السوق المحلية بنسبة معتبرة.
و قد اهتم الفلاحون ببلدية سيد فرج بزراعة أشجار البيستاش نظرا لمردودها الجيد و فائدتها الاقتصادية حيث أن ثمن الكيلوغرام الواحد من حبات الفستق يصل إلى ألفي دينار، و أكد الفلاح محمدي أن التجربة يمكن أن تتوسع إلى مساحات أخرى، لكن العائق الوحيد حسبه هو انعدام مشاتل أشجار البيستاش على المستوى الوطني، وهو الأمر الذي دفع بفلاحي هذه المنطقة إلى مطالبة وزارة الفلاحة بالتدخل لتدعيم الفلاحين في الجهة بمشتلة تغطي احتياجهم وتساعدهم على توسيع المساحات المزروعة و مضاعفتها و تغطية السوق المحلية و الوطنية، مع إمكانية التصدير حيث أن الفستق مطلوب في السوق الدولية بأثمان مغرية. كما طالب فلاحو المنطقة من السلطات المحلية تدعيمهم بمشاريع للري الفلاحي لسقي الأشجار حتى يتسنى لهم الحفاظ عليها.
رئيس غرفة الفلاحة لولاية سوق أهراس حمبلي يزيد ذكر في تصريح للنصر أن تجربة زراعة البيستاش تعرف نجاحا بولاية سوق أهراس خاصة بالمنطقة التي تصنف بالسهبية، و قد انطلقت بمنطقة الشقاقة في بلدية سيدي فرج بغرس 100 شجرة، ثم انتقلت إلى منطقة أولاد عطية ببلدية تاورة بنفس العدد من الأشجار، لكن العائق الوحيد الذي يصطدم به الفلاحون حسب ذات المسؤول يتمثل في انعدام المشاتل على المستوى الوطني، و هو الأمر الذي يعيق توسع نشاطاتهم.و أوضح رئيس غرفة الفلاحة أن هناك اتصالات بين الغرفة الوطنية و الوزارة الوصية لتطوير زراعة هذا النوع من الأشجار الذي لا يحتاج إلى عناية خاصة سوى خلال السنة الأولى فقط، و بعدها تثمر الأشجار بشكل طبيعي و تلقائي، مشيرا أن هيئته بالتنسيق مع والي سوق أهراس تعمل على تقديم كل الدعم للفلاحين لتطوير نشاطهم خاصة على مستوى المناطق الجنوبية للولاية التي تعرف مناخا صعبا لا يمكن لبعض المنتوجات الفلاحية أن تنجح فيه، لكن التجارب أثبتت أنها يمكن أن تقدم منتوجا رائدا في بعض المنتوجات الأخرى على غرار التجربة التي تعرفها زراعة التين الشوكي أو ما يطلق عليه اسم «الهندي» محليا و قد تم ذلك على مستوى بلدية سيدي فرج الحدودية ذاتها، و التجربة تشهد توسعا في مناطق أخرى.
و يضيف المسؤول أن قطاع الفلاحة دخل في مرحلة جديدة وهي الانتقال من مرحلة الزراعة التقليدية إلى الزراعة التحويلية باستخلاص كل ما يمكن استخراجه من عدة منتوجات فلاحية و تمكين الفلاحين من إنشاء وحدات تحويلية على مستوى مزارعهم و ضرب مثلا بتجربة صنع الأجبان التي انطلقت مؤخرا في ولاية سوق أهراس بمساعدة من الهولنديين، تمت الاستعانة بخبرتهم لتكوين منتجي الحليب حول كيفية صنع الجبن بمختلف أنواعه.
ف.غنام