شهدت ضفتا وادي جن جن و منشة بجيجل خلال اليومين الماضيين نفوق كمية كبيرة من الأسماك ومن أنواع مختلفة ، مما أدى إلى تخوف العديد من المواطنين من تسمم المياه، و بالخصوص الصيادين الهواة و أصحاب الأراضي الفلاحية المجاورة لضفتي واد جن جن ومنشة .
تنقلت النصر إلى ضفة واد جن جن و بالقرب من شاطئ البحر على مستوى المنطقة المسماة «السطارة» ببلدية الأمير عبد القادر، أين استقبلنا صاحب مستثمرة فلاحية متواجدة بالقرب من الوادي، حيث أخبرنا بحدوث ظاهرة غريبة لنفوق كمية كبيرة من الأسماك تعيش بالوادي المجاور خلال اليومين الماضيين ، توجهنا إلى المكان الذي يقع اسفل الجسر بالطريق الوطني رقم 43 ، أين اطلعنا على بقايا أسماك ميتة داخل مياه الوادي ، و اخبرنا صاحب المستثمرة الفلاحية بأن المكان كانت توجد به كمية معتبرة من أسماك الوديان و السدود ، و اعتبرها ظاهرة غريبة تحدث لأول مرة بالمكان، حيث تفاجأ منذ يومين ولدى تفقده لمزرعته المتواجدة بالقرب من الوادي بتواجد كمية من اليرقات و أسماك يصل وزنها إلى 3كلغ تطفو على سطح الماء و أخرى تقفز إلى خارج المياه ، و قد اشار صاحب المستثمرة إلى إقبال عدد كبير من الأطفال و حتى بعض الشباب قاموا بأخذ كمية معتبرة من أجل استهلاكها أو إعادة بيعها، و قد لاحظنا وصول طفلين إلى المكان يحملان شبكة صيد معهما ، و قاما بسحب بعض الأسماك التي كانت تطفو على المياه ، و عند اقترابنا منهما و حديثنا معهما أخبرانا بأنهما يقومان بصيد السمك من وادي جن جن، و لكن وجود بعض الأسماك النتنة بجوار أحدهما كشف عن نيتهما ، حيث اعترفا بأنهما أرادا الحصول على بعض الأسماك التي لا تزال على قيد الحياة أو في وضعية جيدة من أجل بيعها و الحصول على مبلغ ، كما اخبرنا بإقدام مجموعة من أصدقائهما بأخذ كمية معتبرة وقاموا بأخذها إلى وجهة مجهولة، ليضيفا لنا بانهما شاهدا كمية معتبرة من الاسماك تطفو على طول امتداد الوادي حتى تلاقيه مع البحر.
توجهنا بعد ذلك إلى الجهة الأخرى و بالقرب من الشاطئ المجاور لوادي جن جن ، و خلال تنقلنا بالمكان صادفنا شابين من أهل المنطقة أخبرنا صاحب المستثمرة الفلاحية بأنهما من يقومان بصيد سمك الوادي منذ سنوات عديدة ، و لدى اقترابنا منهما و حديثنا معهما اخبرانا بأنهما شاهدا لأول مرة كمية معتبرة من الاسماك ، وقد اوضح لنا احدهما بأنه شاهد الأسماك و هي تحاول الهروب من مياه الوادي، كما لو ان شيئا يمنعها من البقاء، ليقوم بعدها بأخذ مجموعة من الأسماك من الوادي و القيام بتجربة لمعرفة سبب نفوقها ووضعها داخل برميل مملوء بالمياه العذبة مع ترك المياه تتدفق داخله ، و استمرت التجربة لمدة 48 ساعة حيث بقيت تلك الأسماك على قيد الحياة و هذا ما شاهدناه نحن أيضا.
و قد اضاف محدثنا بأنه قدر عدد انواع الأسماك التي وجدت ميتة بخمسة أنواع منها، البوري، الحنكليس ، الشبوط بأنواعه المختلفة ، الباربو ، كما أنهم شاهدوا كمية كبيرة من الزيوت و الأوساخ المتراكمة بالوادي ، و أشار شابان آخران بأن النفوق طال حتى اسماك البحر، و السبب حسبه راجع إلى جريان الوادي جراء تساقط الأمطار في الفترة الأخيرة مما أدى إلى امتلائه حاملا معه الأوساخ و بعض الزيوت إلى البحر مما أدى حسبه إلى تضرر اسماك البحر التي كانت متواجدة بالقرب من مصب الوادي، أين امتلأ الشاطئ بمزيج من أسماك البحر و الوادي ، كما أضاف محدثنا بأنه و خلال الفترة شاهدوا غياب الطائر البحري «النورس» خلال تلك الفترة عن المكان مستغربين سبب ذلك ، لكونه لا يفارق المكان كما انه يتغدى على الأسماك، و لقد ابدى معظم الذين تحدثنا إليهم تخوفهم من تسمم مياه الوادي ، ما من شأنه التأثير على الفلاحين المجاورين للوادي و حتى على الصيادين الهواة الذين يصطادون اسماك الوادي و القيام ببيعها.
وغير بعيد عن المكان وصلتنا معلومات و شكاوي من قبل المواطنين حول حصول الظاهرة على مستوى وادي منشة ببلدية قاوس حيث نفقت كمية معتبرة من الأسماك ، مما جعل العديد من المواطنين يتخوفون من تسمم مياه الوادي.
مديرة الصيد البحري أكدت بأنه تم تشكيل لجنة مشتركة تضم مختلف القطاعات المعنية من أجل تحليل مياه وادي جن جن ومنشة ، حيث رجحت بأن الظاهرة طبيعية و بالخصوص بعد موسم الاصطياف، حيث أثرت الكمية المتساقطة من الأمطار مؤخرا على محيط عيش الأسماك التي تأقلمت مع ظروف العيش طيلة فترة من الزمن، و تضيف المسؤولة بأن المتابع للظاهرة وتوقيتها يلاحظ حدوثها في جميع الوديان المغلقة بعد فترة تساقط الامطار بكميات كبيرة مما يؤدي الى زيادة المغذيات الكيميائية في الأوساط المائية الراكدة، وبدوره يتسبب في تكاثر كبير جدا للطحالب المجهرية التي بدورها تستهلك جميع الاوكسجين مما يؤدي لاختناق الأسماك والكائنات الحية الاخرى ، و دعت مديرة الصيد البحري إلى ضرورة انتظارنتائج التحاليل لتكشف عن سبب نفوق الأسماك كما طالبت بضرورة أخذ الحيطة و الحذر خلال هذه الأيام و عدم استهلاك إسماك الوديان التي تباع في الطرقات.
ك طويل