سكان ميلة القديمة يتطوعون لتهيئة الأزقة و الممرات
شرع سكان المدينة العتيقة بميلة منذ أسابيع، في عمليات تطوعية لتهيئة الممرات والأزقة المتهرئة بالمدينة، بعد ما أصابها التدهور جراء أشغال شبكة المياه المنجزة مؤخرا بالإضافة إلى قدمها و طبيعتها الترابية وما ينتشر فيها من الحفر والأوحال خصوصا في فصل الشتاء.
لكن تلك الأشغال على أهميتها تبقى لا تتلاءم وخصوصية المدينة القديمة الأثرية من حيث ممراتها وأزقتها ، الشيء الذي يحتم عند إحداث أي تغيير بالمكان الالتزام بضوابط ، و هو ما جعل مسؤول بمديرية الثقافة يعتبر أن التدخلات التي قام بها السكان عشوائيا مخالفة للقوانين التي تنظم عمليات التدخل في القطاع المحفوظ.
المبادرات الخاصة التي قام بها السكان تمثلت في تهيئة الأزقة ذات الطبيعة الترابية والتي تشهد تدهورا و اهتراءات كثيرة عرقلت حسبهم حركة الساكنة، سواء الراجلين أو بالمركبات، كما حتمت عليهم التنقل مسافات معتبرة حاملين المرضى أو النساء الحوامل لإيصالهم إلى سيارة الإسعاف أو حتى السيارات الخاصة المنتظرة خارج المدينة لعدم قدرتها على التقدم أكثر بسبب الوضعية المتدهورة للمسالك والطرق. كما قال عدد من سكان مدينة ميلة القديمة أن عملية ترميم المدينة التي سمعوا عنها مرارا وتكرارا لم تنطلق بعد رغم سنوات من تصنيفها كقطاع محفوظ، متسائلين عما يمكنهم فعله في ظل الوضعية المتردية التي آلت إليها الممرات والأزقة وما يصاحبها من معاناة من جهة، و عدم انطلاق أشغال الترميم من جهة أخرى، وهو ما جعلهم يبادرون بمجهوداتهم الخاصة كل حسب استطاعته للقيام بعمليات الترميم، فقاموا بشراء المواد اللازمة للأشغال من رمل واسمنت، وانطلقوا منذ أسابيع في صب الخرسانة على مستوى العديد من الممرات المتضررة وهي في الغالب ترابية ولا تعتبر آثار على حد تعبيرهم، و أبدى بعض السكان عزمهم على تغطية جميع الأزقة الترابية بالمدينة دون المساس بالأماكن و الأزقة الحجرية التي ترمز لحقب وحضارات مرت بالمدينة.من جانبه أكد مسؤول قطاع الثقافة بالولاية، أن ما قام به السكان مخالف للقوانين والتنظيمات المتعلقة بالقطاعات المحفوظة لأن هناك شروطا خاصة تحكم التدخلات الاستعجالية حتى في المسالك الترابية، كما أن هناك أطرافا معينة يمكنها التدخل في الحالات القصوى كالبلدية التي لها الصلاحية في الموضوع ،باعتبار أن المدينة العتيقة واقعة ضمن إقليمها، أما السكان فعليهم مثلما أوضح مدير الثقافة إخطار مصالحه للتصرف واتخاذ التدابير اللازمة مع المصالح المعنية حفاظا على المعالم والأماكن ذات الخصوصية التراثية والتاريخية كمدينة ميلة القديمة.
ابن الشيخ الحسين.م