قسنطينــة الأولى وطنيـــا في تحصيـــل الزكــــاة
احتلَّت ولاية قسنطينة المركز الأوَّل، وطنيا خلال العام الجاري في عملية تحصيل الزكاة، حيث تمكنت من جمع أزيد من 7 ملايير و مائتي مليون سنتيم، ، فيما بلغت زكاة الزروع مليارا و10 ملايين، سيوجَّه معظمها للتكفل بالجانب الاجتماعي، خاصة محفظة اليتيم والقروض الحسنة، وهو جانب قال عنه مدير الزكاة بوزارة الشؤون الدينية أنّه بات يلقى اهتماما متزايدا، على غرار منح 300 مليون لولاية أم البواقي، مؤخرا، كمساعدة جرَّاء الفيضانات.
وأشاد ممثِّل وزير الشؤون الدينية مدير الزكاة، مراد معيزة، ضمن اليوم المنظّم بدار الثقافة محمد العيد آل خليفة، للحديث عن «الدور الاجتماعي لصندوق الزكاة»، بالهمَّة الكبيرة لمؤسسة صندوق الزكاة بالولاية، نظير الجهود المبذولة وحثِّ أصحاب رؤوس الأموال على تزكية أموالهم وأنفسهم، مثلما تحضُّ عليه الشريعة، التي تؤكد على ضرورة خلق فرص العمل والتكافل الاجتماعي بين الجزائريين ، من خلال عمليات جمع محفظة اليتيم التي خصِّص لها مبلغ 100 مليون سنتيم بكل ولايات الجمهوريّة، لاسيما قسنطينة التي وزِّعت أكثر من 544 محفظة.
كما تعنى المؤسسة بتخصيص منحة شهرية، والمقدرة بمليون سنتيم، تصرف دوريًّا على 170 عائلة معوزّة، بالولاية، كما بلغ عدد المستفيدين المباشرين من المنحة، العام 2018، حوالي 5 آلاف.
وألحَّ مدير الزكاة بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف وهو دكتور محاضر، على أهمية اعتبار مسألة جمع مال الزكاة عبر الصندوق، وإحصاء المحتاجين والمعوزِّين واليتامى، لتوزيعها بشكل عادل و موثوق ، باعتبار أن الصندوق بات مؤسسة حقيقية، اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، تخضع لقوانين الجمهورية الجزائرية، ولا يتمُّ التصرف فيها بعشوائية.
مراد معيزة ضرب أمثلة، بخصوص تحوُّل الصندوق إلى إحدى المؤسسات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الفاعلة في تطوير البلاد، عبر القضاء على ظاهرة التسوُّل، ومساعدة الشباب أصحاب المشاريع بالقرض الحسن، والمطلَّقات والأرامل، وتحسين مستوى معيشة اليتامى المتمدرسين، وحتى التكافل الاجتماعي، مثلما حدث مؤخرا بصرف 300 مليون سنتيم من الصندوق لمساعدة المتضررين من الفيضانات بولاية أم البواقي.
وتحدَّث الأستاذ الدكتور محمد هندو، خلال محاضرة ألقاها بمناسبة اللقاء، عن تسليط الضوء على المعاني الاجتماعية والاقتصادية للزكاة، عبر ما أسماه باب السياسة المالية والسياسة الشرعية، مبرزا أهمية تحول الزكاة إلى مؤسسة نظامية مقنّنة وليس علاقة جزافية بين الفقير والغني، تسيَّر تبعا للهوى، فيما تحدَّث رئيس المجلس العلمي، عبدالوهاب نورالدين، عن كيفية إخراج الزكاة ووقتها، وزكاة الزُّروع، وقدرة أموال الأغنياء المزكّاة على تطوير الاقتصاد ودعمه.
واختتم اليوم بتكريم مجموعة من الأساتذة والمساهمين، في دعم جمع الزكاة، والشباب المتحصِّلين على القرض الحسن لخلق مشاريع وتسييرها، قاموا بإرجاع أموال السلفة المتأتية عبر صندوق الزكاة، ونجاح مشاريعهم الاقتصادية.
فاتح خرفوشي