دخـــــول الجــامعيـــات مجــال المقاولاتيــــة
سيخفف عـــــلى الوظيف العمـومــــي
دعا أمس، المشاركون في ملتقى خاص بترقية المقاولاتية النسوية بقسنطينة، الجامعيّات إلى إنشاء مؤسسات صناعية واقتصادية للمساهمة في خلق الثروة وتطوير التنمية المحلية، فضلا عن توفير فرص العمل لاستيعاب حاملي الشهادات العليا وتخفيف الضغط على الوظيف العمومي.
واحتضنت جامعة الإخوة منتوري الملتقى الذي نظمه المكتب الولائي للجمعية الوطنية لترقية المجتمع المدني والمواطنة بقسنطينة، بحسب ما أوضحته ممثلتها ورئيسة المكتب الجهوي لكونفدرالية ربات الأعمال بالشرق خميسة علوي، التي أشارت إلى أن اللقاء التوعوي الذي ضم مجموعة من الفاعلين في الحقل الاقتصادي، على غرار غرفة التجارة والصناعة بقسنطينة وسلك الجمارك وممثلين عن هيئات مثل الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب «أنساج» ووكالة تطوير الاستثمار «أوندي»، يعدّ المحطة الثانية في إطار الحملة التوعوية التي تقودها الجمعية، لتشجيع الطالبات الجامعيات على اختلاف تخصصاتهن، على خوض غمار الاستثمار وولوج عالم المقاولاتية النسوية لمواجهة شبح البطالة وإيجاد بدائل عن التوظيف التقليدي، فضلا عن التّحول إلى مسؤولات عن مؤسسات اقتصادية تخدم هدف التنمية المحلية، حيث تم خلال اللقاء الذي نشطه أساتذة جامعيون ومستثمرون خواص، تقديم شروحات حول إجراءات إنشاء مؤسسة اقتصادية، فضلا عن تفصيل الجانب المتعلق بالتسهيلات الجِبائية والجمركية ونقاط أخرى تُشجّع الاستثمار.
وقالت خميسة علوي، خلال إشرافها على مجريات القافلة التحسيسية التي انطلقت من جامعة صالح بوبنيدر قبل أيام، أنّها لاحظت نوعا من العزوف لدى الطالبات اللائي قالت أنّهن يفضلن الوظيفة التقليدية أو الاعتماد على الزّوج، عوضا عن خوض مجال الاستثمار لخوفهن من المسؤولية وافتقارهن للسّيولة المالية التي تشكل رأس مال أي مشروع، في الوقت الذي لمست فيه اهتماما لدى طالبات علوم الاقتصاد والتخصصات التقنية كالإلكترونيك، اللواتي أبدين، بحسبها، رغبة في الاطلاع على إمكانيات الاستثمار في مجال المناولة، الذي دخلته المقاولات الجزائريات بقوة، كما استطعن كسر احتكار الرجال لقطاعات أخرى كالبناء والأدوية وانتقلن حتى إلى البحث عن فرص المقاولة في الصحراء، رغم أن القطاع الخدماتي يبقى المفضّل لديهن.
وأضاف أستاذ الاقتصاد بجامعة عبد الحميد مهري، البروفيسور عز الدين بن تركي، بأنّ المبادرة تعدّ المحرّك الرئيسي لعجلة التنمية، وعليه يتعين على الجامعيات، بحسبه، الأخذ بزمامه وعدم الخوف من الإبداع في المجالات الاقتصادية، لأنه لا توجد، كما عبّر، مجالات محتكرة أو مستهلكة، وهناك دائما زوايا جديدة للاستثمار، خصوصا في القطاعات التي تعتبر رائدة حاليا كهندسة الجينات وصناعة الأدوية.
وقدم الدكتور عمر محساس، مداخلة كبرلماني ومؤسس لنادي المستثمرين بقسنطينة، حيث جاء فيها بأنّ الجامعة يجب أن تُدمج بشكل أعمق في عملية الاستثمار وأنّ بحوثها يجب ألّا تبقى أكاديمية شاملة، بل لابد أن تجنح نحو التخصص الدقيق، مُفصّلا بأنه يتعين عن الشركات الاستعانة بالجامعة لدراسة أسباب فشلها أو عدم ربحيتها، عوضا عن التخبط الذاتي، لأن هذه المؤسسات تعتبر عبئًا على الأسرة إن كانت شركات عائلية، وعِبئًا على الدّولة أيضا، خصوصا تلك التي تعتمد في تمويلها على هيئات، مثل «أنساج» أو «أوندي»، وحتى البنوك والهيئات المالية.
وأوضح نفس المصدر بأن هذه الشراكة يجب ألا تقتصر فقط على الشركات المفلسة أو الفاشلة، بل لابدّ أن تشمل المؤسسات التي لا تستغل أكثر من 25 بالمائة من قدرتها الإنتاجية وبالتالي الرّبحية، اقتداء بالتجربة الألمانية، كما قال.
هدى طابي