إقبال متزايد على الفطر البرِّي و أخصائيون يطالبون بالحذر
تعرف ولاية قسنطينة، مؤخَّرا، إقبالا للزبائن على شراء الفطر البرِّي، لظهوره بشكل لافت في الطبيعة، حيث ساعدت الظُّروف المناخية وارتفاع الرطوبة على نموُّه، ما جعل جامعي هذه النباتات الصَّالحة للأكل ينتهزون الفرصة وزيادة الطلب عليها لقطفها بكميات معتبرة، غير أنَّ تسجيل حالات تسمّم بالولايات المجاورة يجعل المستهلك يطرح علامات استفهام بخصوص الفطر الصالح للأكل والسامِّ.
يلاحظ المتسوِّقون بسوق بومزو وبن بطو، بوسط المدينة، عرض الفطر البرِّي في سلاَّت على مستوى الأسواق، نظرا لوجود مستهلكين يعشقون هذه النبتة، وآخرين يبحثون عن الفوائد غير المحدودة لها، غير أنَّ تسجيل حالات تسمُّم بالولايات المجاورة خلال الأيام الأخيرة جعل استهلاكه خطيرا، حيث قد يؤدي إلى الوفاة جرَّاء ذلك، رغم تأكيدات الباعة بمعرفتهم الدقيقة للفطر الصالح للأكل والسامّ.
و صادفنا بمدخل سوق بن بطو، بشارع بلوزداد "سان جون" سابقا، أحد سكان الضَّواحي وبحوزته كمية معتبرة من الفطر الطبيعي، الذي قام بقطفه، وعرضه للبيع بمدخل السوق، حيث أكَّد لنا وجود مستهلكين له على نطاق واسع، سواء لاستعماله كحساء، أو وضعه على البيتزا وحتى شوائه على الفحم، بحثا عن فوائده ومذاقه اللذيذ، وهو فطر عيش الغراب، كما يعرف علميا، مؤكّدا تفريقه ببساطة بين ما هو سام وصالح للأكل، لكنَّ بعض الزبائن بدوا غير متأكدين من كلام البائع.
و قال رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك، مصطفى زبدي، في اتصال هاتفي مع النصر، إنَّ استهلاك الفطر البرّي يبقى مرهونا بإجراءات احترازية حتى لا يصاب المستهلك بتسمّمات، نظرا لصعوبة معرفة السامِّ من الصالح للأكل، وبالتالي ضرورة شراء الفطر لدى زارعيه المختصين، حيث شدد على أهمية "قناة التموين الموثوقة" على حد تعبيره، مرجّحا احتمال سُميَّة فطر الأرياف.
وسجَّل المستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، خلال الـ 48 ساعة الأخيرة، استقبال عديد المصابين بإسهال وأوجاع بالبطن، جرَّاء تناول الفطر البري في أم البواقي و شغلوم العيد، حيث يرجَّح تناول السام منه بدل الصالح للأكل، لصعوبة التفريق بين النوعين، خاصة فطر عيش الغراب، فيما أضاف رئيس جمعية حماية المستهلك بأنه يتم القيام بعمليات توعية خاصَّة على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها "فايسبوك"، ونشر صور للتفريق بين الفطر البرّي السام والصالح للاستهلاك، وتنظيم حملات لتوعية الجزائريين حول مخاطر هذه النبتة.
وينتشر في العالم قرابة 4 آلاف نوع من الفطر، منها الصالح وكذا السامّ، ويستعمل 700 نوع للتداوي، فيما تعدُّ عشرة أنواع الأشهر للأكل، منها عيش الغراب البري المعروف في الجزائر، وفوائده الجمّة فيما يخصُّ غناه بالفيتامينات و أهميته للباحثين عن الرشاقة بتناول أطعمة التخسيس، حيث يحتوي على كميات معتبرة من الكالسيوم، فيتامين "د"، النياسين، الرايبوفلافين، البوتاسيوم والسيلينيوم، كما أنه مخفِّض للسعرات الحرارية والصوديوم، ولا يحتوي على الدهون والكولسترول أو الغلوتين.
فاتح خرفوشي
